الإعلام أفيون الشعوب، وماؤها، ودواؤها، وما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها.. ولأننا استبدلنا الذى هو أدنى بالذى هو خير انتهينا إلى ريان الفجل، وريان الفجل هنا مسمى يطلقه العامة على اللامضمون حين يقتات الناس من الخبز المسموم فى شكل رسائل إعلامية لا تسمن ولا تغنى من جوع بعيدة تماماً عن واقع مجتمعاتنا ومشكلاتها وقضاياها فهذا يعد كارثة تهدد الأمن للبلاد والعباد، وتكمن خطورة الإعلام فى الدور المحورى والشائك الذى يلعبه فى تشكيل الوعى وخلق الآراء والتوجهات والتأثير على الرأى العام واستقطاب الجماهير العريضة، وبين دوره فى مساعدة الحكومة والمسئولين ومتخذى القرار فى وضع سياستهم وتفعيلها ومراقباتها وتصحيح المسار ومد جسور التواصل بين الحكومات وبين الناس من خلال قنوات الاتصال المختلفة كالمطبوعات والصحف والقنوات الفضائية ومواقع التواصل المختلفة بأشكالها من خلال ما تقدمه من محتوى فكرى وعقلى وروحى وإبداعى فإن الإبداع والفكرة والتعليم والتعلم والتثقيف والترفيه هو من أهم أهداف صناعة الإعلام الحقيقية.
ووظيفة الإعلام أيضاً هى رسم صورة ذهنية مناسبة عن الأوضاع التى يعيش فيها المجتمع المصرى وتسويقها إلى الخارج بشكل يتصدى للمؤامرات الخارجية والحملات الإعلامية الممنهجة ومدفوعة الأجر ضد الدولة، وكذا الرد على الادعاءات والاتهامات المنسوبة للدولة بشكل يتسم بالمصداقية والمهنية وإدراك واعٍ يتناسب مع المرحلة الاستثنائية التى تمر بها البلاد من حروب غير التقليدية مما تسمى حروب الجيل الرابع والتى يستخدم فيها أحدث تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الإلكترونية.
وقد نختلف نحن البسطاء والمعلمين والمثقفين وأنصاف القرّاء ومتشدقى الحريات وأصحاب الشعارات الحنجورية بشأن كثير من القضايا المجتمعية ومشكلاتنا الحياتية، والاختلاف فى بعض الأحيان رحمة، إلا إننا نتفق جميعاً على انفلات المشهد الإعلامى الذى غابت ثوابته وفقد رشده وأصبح لا يفرق بين الظواهر والمواقف ولا يفرق بين صراع الأفكار وصراع المصالح وسبوبة الإعلانات
بقلم : الكاتبة منال خطاب