كتب:محمد حنفى الطهطاوي
عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الأحد بالجامع الأزهر، الملتقى الخامس عشر بعنوان “شبهات الحديثيين حول صحيح الإمام البخاري وخطرها على المنهجية العلمية”.
وأوضح الدكتور حسن الصغير، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الأمة في حاجة إلى نهضة وبناء، و كنا نتوقع من منابر الفكر والإصلاح والإعلام أن يتحول حديثهم إلى كيفية العمل والتكافل، وإدارة الأزمات، وأن يأخد الغنى بيد الفقير، وكيف نعمل على انتعاش الاقتصاد ودفع عجلة الانتاج، لكن البعض من دعاة الفكر والثقافة توجهوا لمهاجمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء الأمة والفقهاء.
وأضاف الصغير أن الإمام البخاري تحرى منهجا صعبا فى ترتيب كتابه ومع ذلك جعلوا منه غرضا يرمونه بسهامهم، والمتربصون فى النهاية يريدون أن يصرفوا الناس عن كتاب الله وسنة نبيه، ولكن الله -تعالى- أراد أن يتم نوره بأن يجعل تلك الأفواه تتطعن في كتاب الله وسنة رسوله، ويقوم العلماء بتفنيد شبهاتهم وزيفهم لتحصين الناس من فكرهم.
وأضاف الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أنه لا إشكال في أن يقصد المرء المعرفة، ولكن المشكلة في الفهم الخاطىء للنصوص، لافتا إلى أن العيب في الفهم المغلوط يقع على عاتق المتلقى وليس في رواة الأحاديث، ناصحا طالب المعرفة والتحقق أن يسأل أهل العلم والتخصص عن معنى النص ولا يفسره من تلقاء نفسه، ولا يصغى إلى المتربصين بالإمام البخاري وغيره من علماء الأمة، موضحا أن مهاجمة الإمام البخارى ليست وليدة اليوم، وأن ما يحدث اليوم من أذناب المتربصين هو تكملة لأحقاد سابقيهم.
من جانبه أوضح الدكتور مصطفى أبو عمارة، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الطعون الموجهة من الحداثيين ودعاة الفكر والعلم إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ كثيرة ومكررة بأكثر من طريقة، وأن المتتبع لما يطرحه هؤلاء يجد أنهم قد تفننوا في توزيع الأدوار على بعضهم البعض للهجوم على القرآن الكريم والسنة، فمنهم من ادعى أن القرآن الكريم منتج ثقافي، ومنهم من قال أن السنة نتاج بشري، وآخرون تفننوا في الطعن على رواة الأحاديث وأئمته، متعللين بأن الإمام البخاري ليس معصوما، مشددا على أن من يطعن في صحيح البخاري فكأنما يطعن في إجماع الأمة لأن الأمة أجمعت على صحتة.