فى التقييم البسيط لأي نظام مجتمعي، تستطيع أن تلمس عدالة وتوازن هذا النظام بالنظر الي أثرياء هذه الجماعة
فبعض المجتمعات يكون فيها الطريق إلي الثراء بالابداع والابتكار او بالاجتهاد والعمل الدؤوب، فهذا الوضع يغلق دائرة المثالية النسبية في هذا المجتمع.
وبما انه نتاج لخصائص ايجابية كثيرة تم توفرها في هذه البيئة، يصبح هو بدوره المنحنى العائد الي تدعيم بيئة عامة صحية
صالحة للحفاظ علي استمرار و نمو هذة الصفات والخصائص.
بشكل أبسط: البيئة من المشكلات الاساسية للسلوك الخاص، وبالتالي العام. فالمبدع في بيئة مجتمعية داعمة توجهه سلوكيات الي الزهد من الماديات المقدمة اليه لسهولة تحصله عليها، وايضا هذا سيدعم ثقته في نفسه وفي قدرته، وسيحفزه علي اضافة المزيد، فنضمن هنا ان هذه الامكانيات المادية التي حصل عليها ستضخ مرة ثانية، وبشكل أكثر جرأة وأكثر ابداعاً ، بدايةً من نفس المجتمع ثم بالمتأثر به الذي بدوره سيوفر المزيد من الفرص لمزيد من المبدعين.
وعلي العكس من ذلك، فالمجتمعات التي سر الثراء فيها للمزاحمين من الغوغاء والجاهلين، فباستحواذ هذه النوعية على معظم ثروات المجتمع، مع وجود كم النواقص التي لديهم كغياب الوعي والعلم والرؤي، يكون من الطبيعي ان تنتشر في هذه المجتمعات ثقافة الاحتكار العامة، فكل من لديه مال يخشى إنفاقه ، لتأكده ان ما آل اليه هو صدفة لن تتكرر لجهله وعدم ثقته في نفسه و في قدراته و لشعوره بعدم الأحقية فيه.
وحتي وإن حاول الجاهلون الاثرياء ،الانفاق، ستذهب الأموال الى ما هو خراب لهذا المجتمع، من مظاهر وتفاهات لا قيمة لها تولد فقط الحسرة والحقد بين أفراد المجتمع، لتكمل بدورها إفراز المزيد من هذه النوعيات المدمرة.
الخلاصة .. الارتقاء بأي مجتمع ليس مستحيلاً ، كل ما هو مطلوب من حاملي المسئولية أن يسعَون إلى وضع الثروة في يد العلماء والمثقفين مع توفير حياة آدمية كريمة لمن دونهم ..
وستبهر النتائج الجميع .
بقلم : محمد سليمان صبيح