كتب- محمد الغريب
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق: إن الفتوى صناعة ثقيلة، وهي من الأمور الخطيرة والصناعات الدقيقة التي لا بد أن يتصدى لها المتخصصون من أهل العلم، وأن يبتعد عنها غير المؤهلين فهي ليست تجارة، ولا بد من ضبط حالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية.
جاء ذلك خلال ورشة ” ضوابط الفتوي”، التي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لعدد من رؤساء وأعضاء فروعها بالخارج عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وأضاف شومان، أن الفتوى إنما هي ضرورة لاستقامة حياة الناس، فهي بمثابة الحلول العملية للمشكلات نتيجة تطور العصور وتغير نمط الحياة، فالإفتاء هو إيجاد الحلول لهذه المشكلات، والعامة دائما بحاجة لمن يفتيهم في أمور حياتهم طبقا للمعطيات والمتغيرات.
وأكد شومان، أن هناك مجموعة من الضوابط التي لا بد من مراعاتها عند الفتوى، أهمها ضرورة تحلي المفتي بالمعايير الأخلاقية، والتجرد عن الهوى والتعصب، مع ضرورة توافر الورع والزهد.
وأضاف وكيل الأزهر السابق، أنه لا بد من التثبت والتحري واستشارة أهل الخبرة، كأهل الطب والفلك والاقتصاد والسياسة، فبعض المسائل يفتي فيها الطبيب إلى جانب الفقيه، وبعضها يفتي فيها الاقتصادي إلى جانب الفقيه، وهكذا، وكذا ضرورة مراعاة الحكمة في الجواب، وإرشاد السائل إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، وإتاحة البدائل المشروعة والملائمة لحال السائل قبل التضييق عليه بالحكم بالحرمة والمنع، وذلك من كمال فقه المفتي ونصحه، خاصة في ظل الانفتاح على معطيات المجتمعات المتنوعة التي تختلف عن قيمنا وتقاليدنا.
وأوصى بضرورة تغليب التيسير والتبشير على التعسير والتنفير، فينبغي للمفتي أن يسير في فتواه نحو الوسط، فلا إفراط نحو التشدد، ولا تفريط نحو التساهل، ولا غلو ولا جفاء، ولا بد أن يتسم المفتي بسعة الصدر والرحابة، واحترام الآخرين سواء من السابقين أو المعاصرين، مع مراعاة التخلص من المذهبية في الآراء.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش مفتوح بين فضيلته والمشاركين، وتم طرح عدد من الأسئلة حول التطرف وفتاوى التطرف، وأثر فوضى الفتاوى على المجتمع.