كتب: السياسي ووكالات
تحد على خامنئي المرشد الإيراني، تهديدات الاحتلال الإسرائيلي المدعومة أمريكيا لضرب طهران، بالقاء خطبة الجمعة أمام حشد يقدر بعشرات الآلاف في طهران.
وأكد المرشد الإيراني في أول خطبة جمعة له منذ أكثر من 4 سنوات، أنه فجع بمقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وظهرت قيادات من الصف الأول في الدولة في طليعة الحشد الذي اكتظ به مصلى طهران في الهواء الطلق.
ولكن اختفى كبار القادة العسكريين عن المشهد ،ولم يظهر سوى حسين سلامي قائد الحرس الثوري.
وغاب عبد الرحيم موسوي قائد الجيش وأمير على حاجي قائد الوحدة الصاروخية للحرس ، ومحمد على رشيد قائد غرفة عمليات هيئة الأركان .
الأمر الذى يدلل على حالة الاستنفار العسكري التي تعيشها إيران بانتظار الرد الإسرائيلي.
وجاء خطاب خامنئي بعد ثلاثة أيام من إطلاق الحرس الثوري الإيراني وابلاً من الصواريخ الباليستية على قواعد عسكرية وأمنية إسرائيلية والحقت بها ضررا .
وقبل صلاة الخطبة، استضاف المرشد مجلس عزاء لنصر الله.
وظهر خامنئي خلال الخطبة وإلى جانبه بندقية قناصة روسية، من طراز دراغونوف ، على عادته في مثل هذه المناسبات.
المرشد يقبل العزاء فى حسن نصرالله
وقال: «نحن جميعاً مصابون ومكلومون لمقتل نصر الله، إنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة. لكن عزاءنا لا يعني الاكتئاب واليأس والاضطراب… بل يبعث الحياة ويلهم الدروس ويوقد العزائم ويضخ الآمال».
وذكر سلسلة اغتيالات طالت رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد رضا باهنر ورئيس القضاء محمد بهشتي، وشخصيات سياسية أخرى في 1981.
وهو العام نفسه الذي نجا فيه خامنئي من محاولة اغتيال، بعد تفجير استهدفه خلال إلقائه خطبة الجمعة.
واستخدم خامنئي نبرة أكثر حدة في خطبته باللغة العربية التي قرأها من ورقة بيده، بينما استرسل بالجزء الأول من خطابه باللغة الفارسية بالكلام بشكل عفوي.
وركزت الخطبة العربية على مخاطبة حلفائه وأنصاره من اللبنانيين والفلسطينيين، في محاولة لطمأنتهم بشأن الموقف الإيراني.
رسائل لامريكا وحلفاء الاحتلال الإسرائيلي
وارسل خامنئي عدة رسائل إلى أمريكا وإسرائيل، وكذلك دول المنطقة والداخل الإيراني، ووجه رسالة ضمنية برغبته في تجنب مزيد من التصعيد.
وأعتبر خامنئي عملية إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي أطلق عليها اسم الوعد الصادق 2، أقل عقاب للكيان الصهيوني على جرائمه، مشددا على قانونية وشرعيةهذه الهجمات .
وقال ” لا يحق لأي منظمة دولية أن تعترض على الشعب الفلسطيني لوقوفه في وجه النظام الصهيوني الغاصب… دفاع اللبنانيين ينطبق عليه نفس الحكم، فهو دفاع قانوني، ومعقول، ومنطقي، ومشروع” .
وأكد أن جبهة المقاومة في المنطقة لن تتراجع ، بعد نجاحها فى عودة الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء، وبات قلقاً على وجوده.
وكشف خامنئي عن مخططاً لجعل الكيان الصهيوني بوابة لتصدير الطاقة من المنطقة إلى الغرب واستيراد البضائع والتقنية من الغرب إلى المنطقة.
وأشار إلى أن أمريكا وعدد من حلفائها الغربيين، انفقوا الأموال لدعم إسرائيل،التى أصبحت العامل الأساسي للحروب وانعدام الأمن والتخلف فى هذه المنطقة.
وعبر عن قلقه من انتقال المواجهة مع إسرائيل إلى مناطق أخرى،حيث قال إن ” غرفة القيادة واحدة… إذا نجحت سياسة فرق تسد في بلد ما، ينتقل العدو إلى البلد التالي بمجرد أن يطمئن على وضعه فى البلد السابق.