بقلم : _ محمد حنفي الطهطاوي
” انتخابات الصحفيبن .. الفوضي أو الاستقرار ”
أيام قليلة وتبدأ معركة الحسم في انتخابات نقابة الصحفيين ، والتي تم تأجيلها ليوم ١٧ مارس المقبل ، نتيجة لعدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية الجمعة الماضية .
علينا الاختيار ما بين الفوضي وإعادة الاستقرار وتصحيح المسار الخاطئ ، الذي عانينا منهم الفترة الماضية ،وتغليب صوت العقل علي الشعارات الرنانة .
الساكت عن الحق شيطانا أخرس ، وإيمانا مني بأن نقابة الصحفيين هي بيتنا جميعا ، فلا حياد في أي قضية بها ، وفي القلب منها الانتخابات .
ليس أماما خيارات متعددة واعتقد أن صوت العقل يقول أن عبد المحسن سلامة مدير تحرير جريدة الأهرام هو الأنسب والأصلح لتولي منصب نقيب الصحفيين من بين المرشحين السبعة .
اختياري لسلامة ليس مجاملة أو أي مصلحة خاصة ولكن للعديد من الأسباب أهمها علي الإطلاق الفشل الذريع للنقيب المنتهي ولايته يحيى قلاش ، في تحقيق أي شئ يخدم الصحفيين ، والأمر الثاني هو شق مهني بحت لصف سلامة الذي بدأ السلم المهني من أوله وتدرج في المناصب سواء علي مستوي جريدة الأهرام أو في نقابة الصحفيين
بالأضافة إلي. تقديمه لبرنامج واقعي قابل للتنفيذ ، يتضمن خدمات للزملاء ، علي عكس الطرف الأخر الذي يقدم شعارات إنشائية لا قيمة لها
اتفق مع ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الذي وصف فيه قلاش بمرشح القفز للمجهول ، نعم فهو لا يمتلك رؤي ولا برنامج وفترته تعد من أسوأ العهود التي مرت بنقابة الصحفيين طوال تاريخها العريق ، ونجاحه في الانتخابات من وجهة نظري المتواضعة كارثة وانتحار للمهنة .
النقيب المنتهي ولايته لم يقدم شيئا طوال فترته قبل أزمة اقتحام الداخلية لمقر النقابة في سابقة لم تحدث من قبل ، ولم يحل مشكلة لأي زميل ، ومعظم من دعا إليه في الانتخابات الماضية ندم ندما شديدا علي ذلك .
تحضرني بعض الوقائع تؤكد عدم جدارة النقيب بالمنصب الرفيع وفشله لحل أزمات الزملاء ساذكر بعض منها للتدليل علي كلامي
الواقعة الأولي للزميل محمد الغريب بجريدة العالم اليوم وكنت معه في الجلسة بعد انتخاب قلاش نقيبا بشهر تقريبا ، وتكلمنا عن مشكلة الجريدة التي تريد فصل الزملاء وترفض عودتهم للعمل ، وكان ” الغريب ” في جدول تحت التمرين ، فسأله النقيب كيف تحول لجدول المشتغلين ، فرد عليه ” هجيب جواب من الجريدة التي أعمل بها مثلما فعل زملائي السابقين ، فانفعل قلاش وقال له نصا ” انا هديلك فرصة شهرين توفق اوضاعك وتشوف جرنال تتعين فيه والا هفصلك حسب لوائح النقابة ، إزاي تقبل علي نفسك تاخد بدل من جرنال وتحول مشتغلين من جرنال تاني ده كان فساد ومش هنسمح بيه تاني “، اندهشت بشدة وتدخلت فى الحوار وقلت له ” يا سيادة النقيب انت كده مع المؤسسة ضد الزملاء ميتفعش ، فكان رده ” أنتوا لازم تشوفوا جرايد كويسة مستقرة ، تخيلوا نفيب يقف مع المؤسسات !!!!.
الواقعة الثانية مع الزميل محمود مرسي بجريدة اليوم ، والذي كان يبحث عن حل لمشكلة له وبعض الزملاء ، فطالبه قلاش بالبحث عن عمل في جرائد مستقرة ، مثل الأهرام والاخبار والجمهورية واليوم السابع ، الأمر الذي استفز الزميل وقال ” طيب وانت مبتعرفشى تدخل الجمهورية ليه !!!! فانفعل عليه النقيب قائلا ” إزاي تكلمني كده ؟! “
واقعة أخيرة أذكرها خاصة بجريدة التحرير قبل إغلاقها وجلسته مع رجل الأعمال اكمل قرطام مالك الجريدة ، والذي كشف تفاصيلها في بيان ناري ، وهاجم مجلس النقابة ، وقال إنهم طلبوا منه تعيبن الزملاء ، وتأخير إغلاق الجريدة لثلاث شهور ، ولكن قرطام رفض وفضل مصارحة الزملاء ، تخيلوا نقيب يطلب من مالك جريدة الضحك علي الزملاء ، بالتأكيد أمر مؤسف ، ولم تنجح النقابة تحت قيادة قلاش في حل مشكلة الزملاء مع قرطام
هناك وقائع أخري لن يتسع المجال لذكرها هنا بسبب المساحة المخصصة للنشر ، والحقيقة بالبرهان قلاش فشل فشلا ذريعا في منصب نقيب الصحفيين وانتخاب سلامة بات فرضا حفاظا علي النقابة والمهنة
هناك أصوات تبرر انتخابها لقلاش لحمايته من السجن للأسف الشديد هذا اتجاه لعدد كبير من شباب الصحفيين وردي عليهم ببساطة شديدة وهل منصبه حماه من الحكم ، بالعكس تماما حكم عليه بالسجن عامين مع غرامة مالية وهو نقيب ، والعقل يقول أيضا أننا بحاجة لنقيب قوي لحمايته ،لانه لم يستطع حماية نفسة ولم يحمي الزملاء ويحافظ علي هيبتهم ، وترشحه أمر في غاية الاستغراب ونجاحه انتصار للفوضي .
الزملاء والزميلات نحن في معركة قوية بين الاستقرار والفوضي ، تتطلب منا المشاركة بقوة في الانتخابات لأختيار. نقيبا يمثلنا لتصحيح المسار ، واعادة الهيبة والكرامة للصحفيبن ، ومنع تسيس قلعة الحريات .