بالتأكيد الموسم المنتهي كارثي علي نادي الزمالك أحد قطبي الكرة المصرية. فهو لم يفز بأي بطولة علي الإطلاق هذا الموسم. وهو أمر غير معتاد في حال المشاركة في أربع بطولات دفعة واحدة الدوري والكأس وأفريقيا والعرب. وقد كنت أظن أن يخرج مجلس إدارة النادي ببيان موجه إلي جماهيره يعلن فيه اعتذاره لخيبة الأمل التي نالت من محبي وعشاق النادي. ويعلن أيضا اعترافه وفشله في إدارة منظومة كرة القدم. مع الوعد باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتصحيح المسار. وإعادة الأمور إلي نصابها السليم ليعود الزمالك كما كان مدرسة الفن والهندسة وشريكا في البطولات. ولكن كل ذلك لم يحدث وربما يري مسئولوه أن الأمر انتهي والسلام. وخيرها في غيرها!
بالتأكيد المنظومة الرياضية في الزمالك بها أخطاء كثيرة. وإذا سارت الأمور كما هي الآن بدون تغيير أو تعديل فلا نظن أن الفريق الكروي الزملكاوي الموسم المقبل سيكون أفضل حالا من الموسم المنتهي. وإن جاز لنا أن نقول رأيا فهو إنه علي كل من خطط وعمل وأدار الكرة في الموسم الكارثي عليه أن يحمل عصاه ويرحل أو علي الأقل يبتعد عن المنظومة الكروية برمتها لأن حصيلة العمل هي صفر كبير.
ليس عيبا أو تقليلا ابتعاد هؤلاء الذين عملوا من قيادات النادي عن العمل الكروي. فهم أشبه بالمدرب والإداري الذي قد لا يصادفه التوفيق في أدائه. فالمدرب قد يفشل في وضع خططه وتشكيلاته ويدفع الثمن. والمسئول يفضل أحيانا باختياراته وانتقائه لعناصر المنظومة الكروية وهو في النهاية الذي يجني الربح الأكبر بتأييد استمراره في موقعه علي رأس الهرم الإداري القيادي للنادي. والعكس.
وبالتأكيد.. الزمالك ليس مجرد ناد والزمالك كيان كبير.. يرتبط به الملايين حول العالم حبا وعشقا بعيدا عن الـ 77 ألف أسرة من أعضاء النادي. وهو في الأصل ناد رياضي من الدرجة الممتازة في كل اللعبات الجماعية عموما وكرة القدم خصوصا الزمالك تاريخ عظيم في صناعة الرياضة المصرية. ويعد رائدها في القرن العشرين وأحد اثنين تعتمد عليهما المنتخبات الوطنية “مع الأهلي” ولذلك نقول بوضوح.. سقوط الزمالك وهو بكل هذه الامكانيات البشرية والمادية ضربة مؤلمة في ظهر الرياضة المصرية. وعلي من صنع اسم وجماهيرية الزمالك بعرقه وجهد وبطولاته التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
بقلم : إيهاب شعبان
نقلا عن جريدة المساء