كتب: محمد حنفى الطهطاوي
شارك الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، القادة الدينيين من حول العالم في إطلاق ميثاق قادة الأديان تحت عنوان “نحو اتفاق عالمي بشأن التعليم”؛ حيث يأخذ الميثاق بعين الاعتبار التحديات والتوقعات التي تواجه التعليم والمعلم في الوقت الراهن.
وأعرب القادة الدينيون من خلال هذا الميثاق العالمي، عن تقديرهم للجهود التي يقوم بها المعلمون حول العالم وتفانيهم وتضحياتهم أثناء أدائهم لمهمتهم النبيلة المتعلقة بتربية الـنشء وغرس القيم الحميدة، وتشكيل القدوة الحسنة للأطفال في سن مبكرة.
كما تضمن الميثاق رسالة تشجيعية من قادة الأديان إلى المعلمين لمواصلة العمل وبذل الجهود رغم كل الصـعوبات والتحـدیات التـي تواجه المعلم في الوقت الراهن، التـي تفاقمت بسبب جائحة كورونا.
ونص الميثاق على أنه استنادًا إلى الوعي الراسـخ بـأن الأدیـان مصـادر للقـیم الأساسـیة للإنسانیة، ونظرا للاهتمام المشترك والمتزاید بأزمة التعلیم الیوم؛ يأمل القادة الدينيون أن يعيد القادة السياسيون والحكومات تقييم أوضاع المعلمين حول العالم، وإقرار سياسات مختلفة تتناسب مع ما يواجهه المعلمون من تحديات صعبة، وخاصة إقـرار سياسة الأجـر العـادل، وخلق ظروف عمل أفضـل للمعلمين للقيام بعملهم، وإدراك قيمة المعلم ومكانته التي يستحقها؛ إیمانا بأن مستقبل البشریة یعتمد على جودة المعلمین بشكل كبير.
كما تضمن الميثاق التوصية بضرورة وضع الإنسان في محور كل عملیة تربویة، وتنمية قدرات الطلاب على إقامة علاقات مع الآخرین بدلا من ثقافة الإقصاء والتهميش، والاستماع إلى الطلاب ومناقشتهم في كافة الموضوعات والقضايا، خاصة ما يتعلق باحتـرام كرامـة المـرأة وبنـاء مسـتقبل یسـوده العـدل والسلام.
كما حث الميثاق المعلمين على تمكین الأسرة والتعاون مع المجموعات التعلیمیة الأخرى وتثقـیفهم؛ لیكونـوا موضع ترحیـب خاصة تجاه الأفراد الأكثر ضعفًا وتهميشا بالمجتمع، والبحث عن طرق جدیدة لفهم الاقتصـاد والسیاسـة وتسخيرهما لخدمـة الإنسانية بأكملها، وتعلیم أنماط حیاة أكثر احتراما للبیئة من خلال منظور بیئي شامل.
وشارك الإمام الأكبر في قمة قادة الأديان تحت عنوان “نحو اتفاق عالمي بشأن التعليم”، التي تنظمها لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم مع مجمع التعليم الكاثوليكي، بحضور كوكبة من القادة الدينيين وممثليها حول العالم، بهدف تعزیـز “میثـاق عالمي للتعلـیم”، يضع في الاعتبـار التحديات الراهنة التي تواجه التعليم والمعلم في وقتنا المعاصر.
ويتزامن هذا الاجتماع مع يوم المعلم العالمي، الذي یوافـق 5 أكتوبر من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الیونسكو منذ عام ١٩٩٤ للاحتفال بالمعلم.