كتب: محمد حنفى الطهطاوي
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه مع أزمات المناخ وجائحة كورونا، والرُّعب الذي عانَتْه ولا تزال تُعانيه كلُّ أسرة، تَوقَّعنا أن يُهرَعَ العالم بأسرِه إلى الاعتصام بالسماء ورحمتها الواسعة التي تُجيب دعاء المضطرين، وتكشفُ كربَ المكروبين، جنبًا إلى جنبِ اعتصامِهم بمصانع الأدوية، وتوفير اللقاح والأمصال الواقية من هذا الوباء الخطير..
وأضاف خلال الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي لسانت إيجدو، المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما تحت عنوان :الدعاء من أجــل السلام، بحضور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وعدد من قادة الأديان وممثليها، أنَّ السياسات العالمية إزاءَ جائحة كورونا لا تُشير إلى أنَّ وعيًا حقيقيًّا بضرورة الالتجاء إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء بدأ يأخذ مكانه اللائق به في تصرُّفات الناس، ومواجهتهم لهذا الخطر الدائم، فإنتاجُ اللقاح وفلسفةُ توزيعه على المستحِقين لم يكن أي منهما على مستوى المسؤولية الإنسانية، وكانت النتيجة أنْ حصَد الموت أرواح خمسة ملايين من الضحايا في أقل من عامين، كما أن الخلل الفادح في نظام التوزيع أدَّى إلى حرمان قارَّات بأكملها من الحصول على هذه اللقاحات، ونحن نعلم أن الإحصاءات الحديثة تقول: إن نسبة مَن حصلوا على اللقاح من سكان قارَّة إفريقيا، قارةِ الذهب والثروات المعدنية، هي فقط اثنان إلى ثلاثة بالمائة، في مقابل قاراتٍ أخرى حصَل نصف سكانها أو ثلاثةُ أرباعهم على حقهم في الحياة بسبب وفرة هذه اللقاحات.
وأكد شيخ الأزهر أن هذه الأزمةَ كشَفتْ عن فقرٍ شديدٍ في مجالِ «الواجبِ والضميرِ والمسؤوليَّةِ»، ارتكس فيه عالمنا المعاصرُ رغم الجهودِ التي تَضطلِعُ بها المؤسَّساتُ الدِّينيَّةُ في العالم، ورُموزُها وقادتُها لتعزيزِ فلسفة التعاون وتبادل الخيرِ بين الناس، وتقديم مصالحِ المجموع على مصالح الأفراد.
وشدد على أن أي نداء جديد يجب أن يَقرَع أسماعَ الناس ليُذكِّرُهم بالله تعالى، وبضرورة العودة إليه والتقرب منه والتعرض لرحمته، والرجاء في أنْ يَكشف عن عباده ما نَزَل بهم من بلاء ووباء، وليس لذلك من طريق أو وسيلة إلا وسيلة الصلاة والدعاء، مع طهارة القلب واستقامة السلوك.