كتب: محمد حنفي الطهطاوي
التقى الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء بمقر مشيخة الأزهر، وفدًا من جامعة ليون الفرنسية ومسؤولين بالسفارة الفرنسية، برئاسة البروفسور جيم والكر نائب رئيس جامعة ليون الفرنسية للعلاقات الدولية، لبحث سبل التعاون العلمي والثقافي وتبادل الطلاب والأساتذة.
وأعرب الإمام الأكبر عن ترحيب الأزهر وعلمائه وطلابه بالوفد الفرنسي، معربًا عن اهتمامه بمثل هذه الزيارات التي تركز على الجوانب التعليمية والثقافية، نظرًا لما يحدثه التعاون العلمي والثقافي بين الجامعات من تلاقي بين الشعوب والثقافات وهو أيسر الطرق وأفضلها للتعارف وإرساء السلام وقيم الحوار والعيش المشترك وفهم الصورة الصحيحة للأديان والمعتقدات والثقافات المختلفة، وأن الأزهر يرسخ لهذه المبادئ من خلال مناهجه المعتدلة التي لولا سلامتها ونقائها ما بقي الأزهر أكثر من ألف عام وبهذه القوة، وهو المكان المؤتمن على بيان الإسلام الحقيقي للناس في كل مكان.
وأكد شيخ الأزهر اهتمامه بتعليم اللغات الأجنبية بالأزهر، وأن هذا الأمر صاحبه منذ كان طالبًا حتى أصبح رئيسًا للجامعة في 2003م ورأى أساتذته قد حصلوا على الدرجات العلمية من جامعات أوروبا إلى جانب دراستهم بالأزهر، وتأثير ذلك علميًّا وثقافيًّا على حركة الفكر والتأليف والترجمة، وأن الأزهر به مركز لتعليم اللغة الفرنسية لتأهيل طلاب الكليات العربية والشرعية لاستكمال مسيرتهم العلمية بالجامعات الفرنسية، وأن هناك تعاون دائم وفعال مع المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة في هذا الشأن.
من جانبه، أعرب وفد جامعة ليون عن سعادتهم بزيارة الأزهر ولقاء فضيلة الإمام الأكبر، وأبدوا إعجابهم الشديد بما رأوه من جمال الفن المعماري لمشيخة الأزهر والذي يجسد عراقة هذه المؤسسة، وكذلك ما حظوا به من حفاوة في الاستقبال، وأن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيه كل هذه العدد من المختصين بجامعة ليون والسفارة الفرنسية، إيمانًا بأهمية هذه الزيارة وما يمثله التعاون مع جامعة الأزهر العريقة من فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات اللغوية والدراسات الإسلامية والعلوم التطبيقية.
وأكد رئيس الوفد الفرنسي عن اهتمام جامعة ليون بالعمل مع شركاء أقوياء بحجم مؤسسة الأزهر من أجل التعاون في المجالات العلمية المشتركة مثل تبادل الزيارات والمهمات العلمية على مستوى الطلاب والأساتذة، وتعليم وتعلم اللغتين الفرنسية والعربية، وتدريب معلمي اللغة الفرنسية، وأن تعلم اللغات جزء أساسي في العلاقات الدولية ولا تتحسن ولا تدوم العلاقات إلا بإتقان اللغات ومعرفة الآخر.
واتفق الجانبان في نهاية اللقاء على التعاون العلمي والثقافي وتبادل الزيارات والمهمات العلمية على مستوى الطلاب والأساتذة، واختيار ممثلين من الجهتين لبدء التنسيق للمضي قدمًا في تفعيل هذا الاتفاق والتعاون المشترك، وأن تتعدد مجالات التعاون بما يخدم العلاقات بين جامعتي الأزهر وليون، وألا يقتصر فقط على تعلم اللغات، بل يمتد إلى المجالات الأخرى مثل دراسة التاريخ والحضارة والجغرافيا وعلوم المصريات والطب والدراسات الإسلامية، وأبدى شيخ الأزهر استعداد الأزهر لتدريب أئمة فرنسا على بيان الصورة الصحيحة للإسلام ومحاربة الأفكار المتطرفة والاستفادة من هذا البرنامج المهم الذي استفادت منه دول عديدة حول العالم.