بقلم محمد حنفي الطهطاوي
“من بلفور لترامب ..ياقلبي لا تحزن “
التاريخ يعيد نفسه لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، ففى عام 1917 أعطى الإنجليزي بلفور من لا يملك ” فلسطين ” لمن لا يستحق ” الصهاينة ” ،واليوم فى 2025 يريد خليفته ترامب الأمريكي تكرار هذه السيناريو الكارثي مرة أخرى.
وما فعله ترامب مع مجرم الحرب نتنياهو اليوم بالبيت الأبيض، اشبه بمسرحية هزلية ويلطجة غير مسبوقة وإعطاءه ما لا يستحق فوق جثث الأبرياء من هذا الشعب الأبي .
والأخطر من كل ذلك هو الموقف الغربي الضعيف والمتخاذل ،الذى يعطى الرئيس الأمريكي ترامب فى البلطجة وفرض واقع كارثي ليس على فلسطين بل على المنطقة ككل ،والمستفيد هو الكيان الصهيوني المجرم المحتل لأقدس الأراضي العربية .
وفى تقديري ما يحدث الآن من محاولات فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني وحصارة وتجويعه وقتل الأطفال والنساء لاقتلاعه من أرضه لا تقل خطورة عن النكبة فى عام 1948 ،والنكسة فى عام 1967.
وهنا رغم الموقف العربي الضعيف ،إلا أن مصر والأردن قابلت مطالبات ترامب لهما باستقبال سكان من غزة بالرفض الشديد مهما كانت الضغوط والتحديات والإجراءات، وهذا أمر طبيعي تستدعيه دواعي الأمن القومي فى البلدين.
وحسنا جاء الرد السعودى السريع على تصريحات ترامب الحمقاء حول عدم طلب السعودية لاقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني،حيث تمسكت برفضها إقامة علاقات دبلوماسية مع الصهاينة قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة
ولكن يظل الرهان دائما على الشعب الفلسطيني القائد والمعلم صاحب الأرض والحق والتاريخ، الذى يرفض الرحيل وترك أرضه مهما كانت التحديات والعواقب والخسائر ،وهو ما ظهر جاليا فى مشاهد عودة السكان النازحين لشمال قطاع غزة.
وتستدعى خطورة الأمر موقف عربي موحد لمواجهة البلطجة الأمريكية والإنحياز الظالم للاحتلال الإسرائيلي فوق جثث الأبرياء من الشعب الفلسطيني ،إلى جانب حماية الأمن القومي ،فإذا تركنا القدس فهناك اراضي أخرى ستضيع حتما .
لابد من ضغط عربي قوي على الكيان الصهيوني لفك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، حتى نقطع الطريق على أى محاولات بفرض التهجير على الشعب الفلسطيني ،وذلك حماية للأمن القومي العربي
وكما نجحت مصر فى القضاء على الحملات الصليبية والتتار ،فهى قادرة على افشال مخططات ترامب ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتهجير الشعب الفلسطيني واقنلاعه من أرضه ،بالفعل صدق قول الشاعر عن مثر” انا وان قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي .
كل الدعم للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى رفض بوضوح وبحسم مخططات تهجبر الفلسطيني واعتبره ظلم تاريخي لن تشارك فيه بلاده ،وكل الدعم للجيش المصري العظيم لمواجهة التحديات الصعبة فى الفترة المقبلة.
وكما قال عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وسلم عندما جاء ابرهة الحبشي لهدم الكعبة ،قال للبيت رب يحميه، فنحن هنا نقول لغزة وفلسطين رب يحميها والنصر للحق دائما .
وفى الختام سلام
mohamedhanfy23@gmail.com