كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن من أبرز التحديات العالمية المعاصرة كيفية تمرير صوت علماء الدين والفلاسفة والحكماء إلى صناع القرار العالمي العابثين بالإنسانية.
جاء ذلك خلال استقباله البروفيسور جيفري ساكس،الأستاذ بجامعة كولومبيا رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة.
وأضاف صناع القرار يقودون العالم نحو مزيد من القتل والعنف والكراهية والفوضى، ويعبثون بأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال.
وتابع “أتعجب من عدم وجود دولة أو قوة تستطيع الوقوف في وجه مخططات صهيونية شريرة تستهدف قتل الفلسطينيين واتساع رقعة الصراعات وتحويل المنطقة بل العالم بأكمله إلى بؤرة مشتعلة للحروب والصراعات”.
وعبر شيخ الأزهر عن استنكاره ، من اختلاف الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة في كل شيء تقريبًا عدا أمر واحد، وهو الدعم المطلق وغير المحدود للكيان الصهيوني، والالتزام بالوقوف خلفه في الدفاع عن نفسه زورًا وكذبًا.
وأكد أنه لا يستطيع تفسير ذلك إلا بوجود مصالح أمريكية إسرائيلية غير معلنة.
وأضاف “أشعر بأن الكيان الصهيوني سخر كل جهوده في وجود رئيس أمريكي يَدِينُ بالولاء لإسرائيل”
وتابع “ويسمح لها بأن تفعل كل ما تريده دون قيود إنسانية أو موانع أخلاقية”.
التطرف الديني وصل لأقصى درجاته فى إسرائيل
أكد البروفيسور جيفري ساكس، أنه لا بد من اتحاد الأصوات المنصفة والحكيمة من أصوات الفلاسفة وعلماء الدين والمؤسسات العربية والمنظمات الإسلامية.
إلى جانب الوقوف جنبًا إلى جنب في وجه الولايات المتحدة ومطالبتها بوقف تصدير أسلحتها لإسرائيل.
بالإضافة إلى التوقف عن استخدام حق الفيتو ضد الوقف الفوري للعدوان على غزة.
ووضع حد للدعم غير المحدود الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل.
وأشار إلى أن موقف الإدارة الأمريكية لا يمثل الشعب الأمريكي، بل يأتي متناقضًا معه بالكلية.
والشعب الأمريكي لديه وجهة نظر صحيحة، ويريد وقف العدوان، ولكن المشكلة تكمن في القادة السياسيين حسب كلام ساكس.
كما أكد البروفيسور أن التطرف الديني وصل لأقصى درجاته في إسرائيل، بوضع هالة من القدسية حول العدوان والمطالبة بضرورة استمراره.
وذلك من خلال إبراز النصوص الدينية التي تدعو للغزو والتدمير وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والرجال.
اقتراح حوار بين الفلاسفة وقادة الأديان
وأشار إلى أن القيادة السياسية في الكيان الصهيوني لا تريد سلاما، ولا تفكر في أية حلول سلمية، ولا تحترم القرارات الدولية التي تنص على حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
كما أن المستوطنين لا يصدقون شيئا إلا ما يقدِّم لهم من وسائل الإعلام الصهيونية التي تصور ما يقوم به المسؤولون الصهاينة بالحق والصواب.
وتابع “الأزمة لا تكمن في إسرائيل، إسرائيل لا تستطيع مواصلة العدوان يومًا واحدًا دون دعم الولايات المتحدة”.
وواصل ” لو أشارت لها الولايات المتحدة بالتوقف لتوقفت، ولكن لا نملك رئيسًا أمريكيًّا يريد حقًّا لهذا الكيان أن يتوقَّف على عكس ما كنا عليه في الماضي”.
واقترح البروفيسور جيفري عقد لقاءٍ يضم عددًا من الفلاسفة وقادة الأديان، بمشاركة ممثلين عن الأزهر الشريف.
من أجل التفكير في حلول سلمية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع حول كيفية وقف الصراعات في الشرق الأوسط.
إلى جانب الخروج ببيان مشترك يعقبه قمة عالمية لصياغة تصور عالمي في هذا الشأن.
ورحب شيخ الأزهر بهذا المقترح، مؤكدًا استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم لخروجه في أفضل صورة.