بقلم محمد حنفي الطهطاوي
البيه وزير التعليم عبقري زمانه !!!
لا حديث فى الشارع المصري يعلو على خطة التعليم الجديدة فى مصر، حيث لم يمر شهر على تولى وزير التعليم لمنصبه، حتى أعلن تعديل نظام تعليمي قائم منذ قرون
لست متخصصا ولا خببرا كى أفتى عن قيمة الخطة الجديدة فى تطوير التعليم أو تدمير ما تبقى منه ، ولكن قرأت لاصحاب الخبرة والتخصص أغلبهم مصدومين مما أعلن.
البيه الوزير المثير للجدل منذ قدومه بسبب سيرته الذاتية وشهاداته العلمية -وهذا ليس مجالنا – أشهر سيفه وأعلن خطته وموعد التنفيذ اعتبارا من العام الدراسي المقبل.
ومنطق الوزير عبقري زمانه أن التعليم ” ضايع ” فما العيب من البحث عن حلول لتطويره للأفضل حسب وجهة نظره.
فالنظام التعليمى القائم مهرتل وغير منتج لسوق العمل ،نعم هذا صحيح ولكن التغيير له أسس ومعايبر ومبادئ .
قد يكون الأمر منطقيا ،لكن لا تدار الأمور هكذا خاصة فى ملف حساس مهم ومصيري لمستقبل أمة .
كان يجب إعطاء مساحة للحوار المجتمعى والسماح لوسائل الإعلام بفتح الملف ومناقشته لتقديمه للناس .
البيه الوزير ذكر أنه تم طرح الخطة التى أعلنها لحوار مجتمعي كيف ومتى؟!
وهل شهر يكفى لحوار مجتمعي فى قضية حساسة وخطيرة كهذه؟! أين الدراسات والأبحاث؟
ولنفترض أن هذا الحوار تم بالفعل ،فاين دور مجلس النواب صوت الشعب والرقيب على السلطة التنفيذية؟!.
هناك أعضاء برلمان تفاجأوا بالخطة المعلنة وانتقدوها بالفعل ،أما الاغلبية الصامتة اكتفوا بالمشاهدة.
ولكن وبالرجوع المتخصصين أجمعوا أن الهدف من الخطة المعلنة هو توفير النفقات بعد تيقن الدولة من استحالة وفائها بزبادة الفصول وبناء مدارس جديدة وتعيين مدرسين جدد لمواجهة العجز .
الدولة ياسادة تتعامل مع التعليم بمبدأ ترشيد النفقات وفى الدرب نفسه تسير فى ملف الصحة.
الأمر الذى لا يبشر باى تطور مرجو فى المستقبل القريب .
وزير التعليم الهمام عبقري زمانه أشهر سيفه وهللت له الجماهير الغارقة فى تدبير لقمة العيش الصعب فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة،مع اعلام متفاجئ لا حول له ولا قوة
ولكن الأسرة المصرية تلقت الخطة بتفاؤل وترحيب كبير ،حيث اعتبروها تقلل من أعباء الدروس الخاصة ،بعد دمج المواد وتقليلها، وهو أمر يراه أرباب الأسر أنه سيخفف عليهم وعلى أبنائهم.
لا يمكن على الإطلاق اللوم على الأسرة المصرية، فيكفى ما تتحمله من أعباء اقتصادية ضخمة ومعاناة مستمرة.
وحتى لا أكون متعجلا ولا أصدر أحكام مسبقة،رغم أن الأمور واضحة وكما يقول المثل الشعبي ” الجواب بيبان من عنوانه “.
ولكن علينا الصبر على التجربة الجديدة وإعطاء الفرص قبل اصدار الحكم النهائي .
لن أخوض فى الجدل الدائر حول إلغاء العلوم الإنسانية والتقليل من قيمة كليات النظرية ” الآداب والتجارة والحقوق” ،فليست مجالا لحديثنا اليوم .
على المستوى الشخصي غير متفائل بالخطة المعلنة على عجل لتطوير التعليم .
ولكن العام الدراسي الجديد ليس ببعيد، فالفرص قائمة للتجربة وكل الأمور واردة ،ولو نجحت سيكون الجميع سعداء .
ولكن فى نهاية حديثي سأظل أحلم بوطن يضع التعليم والصحة ضمن اولوياته .
فى ذلك الحين سنكون على الطريق الصحيح لبناء أمة قوية وفاعلة فى منطقتها والعالم اجمع .
وللحديث بقية طالما الروح تنبض..تحياتي وتقديري
mohamedhanfy23@gmail.com