تفاصيل لقاء شيخ الازهر مع الرئيس الاندونيسي

 

كتب: محمد حنفي

استقبل الرئيس جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا،، الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في قصر ميرديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون المشترك.

ورحب الرئيس الإندونيسي بشيخ الأزهر في إندونيسيا، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسي، وذلك لما يحظَى به شيخ الأزهر من محبَّة واحترام كبيرين في نفوس الإندونيسيين، فالأزهر الشريف هو المرجعيَّة الأولى لمسلمي إندونيسيا في العلوم الشرعية والعربيَّة، وبذلك فإننا نسعى لزيادة أعداد الطلاب الوافدين -بل مضاعفتهم- الدارسين في الأزهر؛ لأنهم يمثلون الحصن المنيع الذي يساعد على حماية بلادنا وشبابنا من الأفكار المتطرفة.

الرئيس الإندونيسي

وأشار الرئيس الإندونيسي إلى أن إندونيسيا تسعى إلى تعزيز علاقتها مع الأزهر، وبخاصةٍ في مجال تدريب الأئمَّة والوعَّاظ في أكاديمية الأزهر العالمية، وتعزيز التعاون بين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والمراكز الإندونيسية التي تعمل في نفس المجال .

بالإضافة إلى عقد بروتوكولات تعاون بين جامعة الأزهر والجامعات والمراكز البحثية الإندونيسيَّة في مجالات تبادل العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، مشيدًا بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز قيم الأخوَّة والسلام عالميًّا، وسعادته بافتتاح مكتب إقليمي للمجلس في إندونيسيا، مؤكدًا ثقته في أن يمثل هذا الفرع شعاع نور ومنصة متميزة لخدمة مسلمي جنوب شرق آسيا.

وقدم الرئيس الإندونيسي الشكر للإمام الأكبر على استضافة الأزهر لوفود برنامج كوادر العلماء الإندونيسي، التي تسعى إندونيسيا من خلاله لتكوين جبهة شبابيَّة من الباحثين المتميزين في العلوم الشرعية والعربية ليكونوا نواةً لعلماء المستقبل، مشيرًا إلى ترحيب إندونيسيا بإعلان الأزهر عن برنامجه الدَّولي لنشر اللغة العربية، ورغبة إندونيسيا في إنشاء عددٍ من المراكز الأزهرية لتعليم اللغة العربية في مختلف المحافظات الإندونيسية.

وأكد الرئيس جوكو ويدودو أن إندونيسيا تتابع كل مواقف الإمام الأكبر في دعم قضايا العالم الإسلامي، وبخاصة مواقفه المشرفة في دعم غزة ورفض العدوان على المدنيين الأبرياء، مشيدًا بدور مصر في تيسير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان،

وأكد أن موقف شيخ الأزهر يتوافق مع موقف إندونيسيا: قيادةً وشعبًا، وقد سارعت إندونيسيا إلى التضامن مع موقف الأزهر من خلال المشاركة في القوافل الإغاثيَّة والإنسانيَّة التي يُسيِّرها الأزهر إلى قطاع غزة المعزول، وأنَّ هناك تنسيقًا كاملًا مع الأزهر بشأن الضغط الدولي للتحرك في إنقاذ النساء والأطفال والأبرياء في غزة.

شيخ الأزهر

من جهته، أعرب شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة إندونيسيا، وامتنانه لما وجده من حبٍّ وتقديرٍ كبيرين للأزهر الشريف في إندونيسيا، مشيرًا إلى أنَّ هذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها إندونيسيا؛ الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد السكان، معربًا عن تقديره لجهود الرئيس الإندونيسي في خدمة وطنه خلال توليه مهام رئاسة الدولة في فترتين رئاسيتين متتاليتين، قاد فيها بلاده لتقديم نموذج راقٍ للتقدم والتطور تقتدي به باقي الدول الإسلامية.

وأكد أن العلاقات بين إندونيسيا والأزهر هي علاقات تاريخيَّة، وأنَّ الطلاب الوافدين يلعبون دورًا كبيرًا في تعزيز هذه العلاقة، وأنَّ طلاب إندونيسيا في الأزهر يتجاوز عددهم ١٤ ألف طالب، ويتميزون بحرصهم الشديد على ضرب المثل في الأدب والأخلاق والتحلِّي بالقيم.

كما أكد شيخ الأزهر سعي الأزهر لتلبية كل احتياجات إندونيسيا من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسية في الأزهر، وتكثيف دورات الأئمة والوعاظ الإندونيسيين في الأزهر، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في إندونيسيا، وفتح أفق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الإندونيسية لتأهيل الشباب الإندونيسي خاصة في مجالات الدعوة والتعليم الديني.

وأكد ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، وأهميَّة التضامن العربي والإسلامي، والخروج بموقف موحَّد ومؤثِّر لوقف نزيف شلالات الدماء التي تُسالُ يوميًّا في غزة، معربًا عن تقديره لموقف إندونيسيا في دعم غزة من خلال تكثيف القوافل الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع الأزهر.

وفي نهاية اللقاء، أهدى الإمام الأكبر الرئيس الإندونيسي درع الأزهر الشريف، وميدالية مجلس “حكماء المسلمين” بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء المجلس.