رباب وطني
أخصائي الصحة النفسية والإرشاد النفسي جامعة عين شمس
عندما نسمع كلمة الحب وكلمة الخوف نشعر بفرق كبير بينهما، لكن في الحقيقة أن المشاعر الإنسانية منبعها إما الحب وإما الخوف، هاتان الكلمتان هما النهايات المتناقضة للقطبية الكبرى، والتي وجدت بوجود الكون، هذه النهايات هي (الحب والخوف- الارتفاع والانخفاض -الجيد والسيء-البارد والحار-الموجب والسالب) .
وعند التعمق فى النفس الإنسانية نجد أن كل فكرة إنسانية وكل سلوك يعتمد إما على مشاعر الحب أو مشاعر الخوف وعلى أساسها يتم تفسير السلوك، فمثلا عندما تقول لشخص ما (أنا أحبك) يتسلل شعور الخوف لديك،الخوف من ألا تسمع ذلك فى الجواب. وإذا سمعت ذلك في الجواب يبدأ الخوف من أن يضيع ذلك الحب الذي وجدته، وبالتالي أى فعل يقوم به الإنسان مبني على الحب أو الخوف وهذا ليس فقط على مستوى العلاقات ولكن على مستوى أى نشاط.
فالحب هو الطاقة التي تبقى وتعطي وتشفي وتوزع وتفتح، والخوف هو الطاقة التى تؤذي وتثقل وتهرب وتمنع.
الخوف يقيد أرواحنا والحب يحررها ،الخوف يولد الألم والحب يسعدنا،الخوف يولد حب الامتلاك ويقضى على ما لدينا والحب يسمح بعطاء كل ما لدينا،الخوف يهاجم والحب يحتضن.
كل الأفكار منبعها إما مشاعر الحب أو الخوف فأيهما سوف تختار.