ارسل مصطفي زايد الباحث في الشئون الصوفية ردا ل” السياسي” علي ياسر برهامي في الفتوي الذي أصدرها امس بأن حضرة الصوفية بدعة
وينشر “السياسي” الرد كما ارسل بالنص
في الوقت الذي يلتجئ فيه العلماء والمشايخ الي دعوة أتباعهم الي التضرع الي الله لرفع البلاء عن البلاد والعباد وتوجيه النصيحة لهم للحفاظ علي سلامتهم الشخصية واتباع تعليمات وزارة الصحة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا .
في الوقت نفسه نجد بعض مشايخ السلفية ومنهم الشيخ ياسر برهامي نائب الدعوه السلفية يجدد الفتنة بين السلفية والصوفية ويصدر فتوي بأن الحضرة الصوفية بدعة وليست من الذكر المشروع وذلك في سؤال قد وجه له علي موقع “صوت السلف” جاء فيه: ما رأي حضرتك في الحضرة التي تفعلها الطرق الصوفية؟ وهل ذلك يسمَّى ذكرًا؟ .
اولا الشيخ ياسر برهامي كمثله من مشايخ السلفية يستخدمون كلمة بدعة في المطلق علي كل مخالف علي ما يعارضهم في أفكارهم وذلك لترهيب العوام من الناس وفي الوقت ذاته يعطوا المشروعية لنفس الفعل لأتباعهم ويتضح أن الشيخ برهامي لا يعلم معني البدعة في اللغة ولا في الاصطلاح وهناك كثيرا من علماء المسلمين الذين أضاء العالم بعلمهم ولا أنكر علي علمهم الا جاهلا كالإمام العز بن عبد السلام تحدث عن البدعة؛ حيث اعتبر أن ما لم يفعله النبى صلى الله عليه وآله وسلم بدعة، وقسمها إلى أحكام، حيث قال فى “قواعد الأحكام فى مصالح الأنام
(البدعة فعل ما لم يعهد فى عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهى منقسمة إلى: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة، والطريق فى معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة: فإن دخلت فى قواعد الإيجاب فهى واجبة، وإن دخلت فى قواعد التحريم فهى محرمة، وإن دخلت فى قواعد المندوب فهى مندوبة، وإن دخلت فى قواعد المكروه فهى مكروهة، وإن دخلت فى قواعد المباح فهى مباحة)
كما اكد الإمام الحافظ ابن حجر العسقلانى هذا المعنى؛ حيث قال فى “فتح البارى”( وكل ما لم يكن فى زمنه يسمى بدعة، لكن منها ما يكون حسنا، ومنها ما يكون بخلاف ذلك)
ثانيا عن هل الحضرة الصوفية بدعة ام غير ذلك فقد أجاز العلماء الحضرة الصوفية علي مر العصور وايضا هناك مؤسسة دينية عريقة الازهر الشريف ودار الافتاء يهتدي المسلمين في مصر وسائر العالم بعلمها وهي التي لها الحق أن تفتي في ذلك وليس كل من اطلق علي نفسه شيخ أصبح مفتي للأمة .
ثالثا نحب أن نوضح لماذا أصدر الشيخ ياسر برهامي هذه الفتوي في هذا الوقت بالذات .
اختار برهامي هذا التوقيت مع توجه الدولة الي إعادة بعض المهن والمجالات التي تعطلت بسبب جائحة كورونا والعمل علي التعايش مع الفيروس كما فعلت كثيرا من دول العالم فقد قام برهامي بعمل ما يسمي في تكتيكات الحروب بالضربة الاستباقية لتهيئة الجو العام والتأثير علي صانع القرار لإلغاء وعدم عودة احتفالات الصوفية من موالد وليالي .
ونؤكد أن هذا عمل خبيث تعودنا عليه من أصحاب أفكار لم تقدم للإسلام ولا الإنسانية الي الشرور والفتن
مصطفي زايد الباحث في الشئون الصوفية