كتب – محمد عطا
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة قوية خلال اليوم الأول من فعاليات منتدى شباب العالم، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، خاطب خلالها الشباب المصرى وكافة شعوب العالم بضرورة العمل على العودة إلى القيم الإنسانية والراقية التى تتخذ من القيم والأخلاق سبيلاً للبناء والتنمية والتعاون والابتعاد على الهدم والتخريب وتبنى السياسات الظلامية، وينشر “اليوم السابع”، نص كلمة الرئيس:
أصحاب الفخامة والسمو، السيدات والسادة شباب العالم الحالم بالمستقبل ..الحضور الكريم ..فى مستهل حديثى إليكم اليوم وفى حضور هذه النخبة المتميزة من شباب العالم والمهتمين بشئونه أود أن اتوجه إليكم جميعاً بالتحية والتقدير لوجودكم هنا على أرض سيناء الغالية ملتقى الشرق والغرب ومقصد الباحثين عن السلام وملتقى التاريخ والجغرافيا أرض الإله والأنبياء.
واستكمل قائلاً:”كما أود أن اعبر عن عظيم الفخر بشباب مصر الواعد الوارث لعظمة الأجداد والعازم على إنفاذ إرادته وتحقيق آماله وغاياته ..هؤلاء الشباب لولا إصرارهم الواعى وحماسهم الإيجابى ما كنا لنجتمع فى هذه القاعة..هذا الإصرار وذلك الحماس الموروث من الأجداد الذين صاغوا الأحراف الأولى فى كتاب الحضارة ووضعوا لهذا الحلم تاريخه ومستقبله..كما أو فى هذا الجمع الكريم أن أعلن بوضوح عن كامل إنحيازى لشباب بلادى بصفة خاصة وشباب العالم على العموم ليقين لديهم راسخ أن بحماس الشباب ووعيه تصنع المعجزات ..ويبنى الحاضر ونعبر جميعاً للمستقبل بخطى راسخة وواثقة على مبادئ الحضارة الإنسانية”.
وتابع:”أن حلم شبابنا كان صناعة حرة وخالصة يلتقى فيها شباب العالم من كل جنس ولون ودين وعرق ليجدوا سوياً مساحات مشتركة تتلاقى فيها أحلامهم ويتبادلون الرؤى ويعبرون عن آرائهم فيما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات وإشكاليات.. ذلك الحلم الواعد الذى يبحث عن السلام والإبداع بدلاً من الخوض فى الصراعات الضيقة”.
وأردف :”الحضور الكريم أن شباب المصرى الممتلئ بالحماسة والوعى وتأصلت فيه شخصية وطنه بالأعمدة السبعة للحضارة، والتى شكلت وجدانه وصاغت رؤيته الإنسانية وصنعت بداخله نقطة تلاقى للحضارات والثقافات والأديان، وأصبح الرقم الأهم فى معركة بناء الوطن التى نخوضها فى معركة طالت الإقليم ومصر”.
وأضاف : “بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاعت شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا فى بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقية أن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضارى بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤى والأيدلوجيات بالقوة، فقد كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضارى المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة، فمصر الفرعونية التى كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعاد مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقى والآسيوى والمتوسطى، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية، ومن ثم أصبحت مصر هى الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات، والقادرة على زيادة الرقعة المشتركة التى ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا ينعم بالمحبة والتآخى ويستعيد إنسانيته المفقودة.
وواصل: “شباب العالم المجتمع فى أرض الكنانة.. أدعوكم للحوار الجاد والبناء على مدار فعاليات هذا المنتدى، وأرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلى آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم على إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون.. ابدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم.. اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدا.. اجعلوا كنزكم فى رحلة إلى المستقبل الواعد المفعم بالسلام والمستقبل والتنمية.. مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم”.
وتابع:”داعمين لأحلام شبابنا بكل ما أوتينا من قوة وعزم وعائدين إلى مبادئ الإنسانية وأعلنها من هنا من أرض سيناء المباركة هذه الأرض التى يفوح منها رائحة المحبة ويظللها غمام السلام وتشرق شمسها بالتسامح والمودة أننى سأدعم مبادرة الشباب المصرى بالعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعاليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحسن الخلق قاسماً مشتركاً بينها بعيداً عن التطرف والغلوا لمعتقد أو دين”.
وختم قائلاً:”وفى هذا المكان وضعت لبنة أولى لنصب تذكارى يذكرنا بأن الله قد استودع الحياة فى قلوب البشر وعلينا أن نحفظ أمانة الله فى قلوبنا سأعمل ومعى المصريين على نشر رسالات البناء والتنمية والعدل متسلحين برقائق الحضارة المصرية الفريدة وشخصيتها المتميزة على مدار العصور ..وسوياَ سنرددها ..تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.