كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف, إن إصلاح التعليم وتطويره في مصر هو الأساس لتقدم ونهضة الوطن، وأن الأمم التي يحتل التعليم فيها مكانة كبيرة نجدها في مصاف الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن الأزهر وضع لجنة لتطوير التعليم في سبتمبر 2015 وقامت بوضع مناهج متطورة للمراحل قبل الجامعية وإضافة القضايا المعاصرة والمستجدة على الساحة إلى المناهج.
وخلال المؤتمر العلمي الرابع عشر تحت عنوان “تطوير التعليم في عصر اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المستقبل”، أكّد وكيل الأزهر أن الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، منذ أن تولى مشيخة الأزهر حرص حرصا شديدا على الارتقاء بالعملية التعليمية، فقام فضيلته بالتوسع في عدد من الكليات واستحداث كليات جديدة، وأنشأ شعبة العلوم الإسلامية لطلاب المرحلة الثانوية لتدريب الطلاب الملتحقين بالشعب على الدعوة بمتطلباتها الحديثة.
وأوضح شومان أن الأزهر الشَّريف يتعاون مع الهيئات التعليمية في مصر من أجل الارتقاء بالتعليم وهناك تنسيق متكامل في هذا الشأن، مشددا على أن هناك خطوات جادة ومهمة تم تحقيقها في هذا الشأن وأصبحت لدينا مناهج جديدة ومتطورة وموجودة في نسخ إلكترونية عبر الإنترنت.
وأعرب عن أسفه من توجيه السهام دومًا إلى التعليم الديني والهجمة الإعلامية على كتب التراث التي تعد مرجعًا مهمًا للباحثين وواضعي المناهج الدراسية، مؤكدًا أنّه لولا تراثنا الإسلامي لانتهت أمتنا العربية والإسلامية، وأن التمسك بكتب التراث لا يعني الجمود في الأحكام بل إن الإمام شهاب الدين القرافي قال إن الجمود على المنقولات أبدا من الضلال في الدين.
وأضاف وكيل الأزهر أن التراث الإسلامي اجتهاد بشري أرشدنا إلى الاجتهاد في القضايا المستجدة لأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، فديننا أمر علماء الأمة بتجديد أمور الدين للناس وإفتائهم في القضايا المعاصرة وما يستجد عليهم في حياتهم اليومية، والمعنيون بذلك هم العلماء وليس كل من يهاجم التراث أو يقول كلامًا معسولًا عبر الشاشات دون امتلاك أدوات العلم التي تُمكّن العالم من الجلوس مع العلماء والاجتهاد.