من أخطر وأبشع الجرائم التي انتشرت في عالمنا المعاصر هي جريمة الإرهـاب الـدولي التـي أصبحت عالمية الطابع ، وتعاني من ويلاتها شعوب العالم بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة ، وخاصـة فـي عصرنا عالمنا الذي اكتسبت بعداً جديداً من حيث اتساعه وتأثيره، هذه الأحداث جعلت العالم يسير نحو أحداث إرهابية أكثر سخونة وأكثر خطورة قد تؤدي بالعلاقات الدولية لى التأزم والتدهور بل الانهيار ، وذلك ان العنف لا يولد إلا العنف ، وخاصة في حالة الشعور بالظلم والتسلط والهيمنة واستغلال المقدرات ونهب الثروات والتدخل في الشؤون الداخلية وفرض الأجندة الخاصـة للقوى على الضعيف بالقوة ، وازداد الأمر سوءاً عندما اكتشف العالم ان العدالة الاقتصادية والاجتماعية لـم تتحقق وان العالم يزداد فقراً وان الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد رغم نمو وتقدم الاقتصاد العلمي.
ورغـم انفتاح الأسواق وسيادة قيم العولمة إلا أن الأمر يزداد تفاقم ، تغير النظام الدولي إلى التغير في مفهوم الإرهاب وأشكاله وأهدافه. حيث كان استخدام العنف خلال السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي متصلًا أساسًا بالنضال ضد الاستعمار والتبعية، واعتبرته حركات التحرر الوطني إحدى وسائلها المشروعة في التخلص منهما، وأقر لها المجتمع الدولي بذلك. أما بعد انتهاء الحرب الباردة، فقد ظهر نوعان جديدان من استخدام العنف، يمكن إدراجهما بسهولة في خانة الأعمال الإرهابية، أحدهما ذلك الذي يمارسه اليمين المتطرف المنتشر في عديد من الدول الغربية، أما الآخر فهو ذلك الذي تمارسه جماعات الإرهاب الديني المتطرف لا يوجد إجماع دولي ومجتمعي على تعريف محدد وواضح للإرهاب وهذا يعود دون شك إلى العامل السياسي والأيديولوجي ، إلا انه يعرف بانه ظاهرة دولية معقدة ، وجريمة خطرة ضد الشـعوب والحكومـات .
ويقوض دعايم الأمن والاستقرار ويعطل مشروعات التنمية والازدهار ويسبب أضـرار فادحـة علـى كـل المستويات ,هو كل فعل عنيف أو الاستعمال غير المشروع للقوة أو التحريض علية أو تهديد به مـن قبـل دولـة معينة على دولة أخرى في أي مكان كانت ،ويقوم بأعمال اعتداء علـى الأرواح والأمـوال وتهيـدد أمنهـا وتعرض استقرارها للخطر ويحاول تدخل في شؤونها ويفرض سيطرته أو هيمنته عليهـا تحـت مسـميات وذرائع مختلفة ينتهك بها سيادتها وسيادة أحكام القانون الدولي في سبيل الوصول إلى غايات وأهداف معينة, القـوانين الدولية أقرت حق الدول في استقلالها وسيادتها الداخلية والخارجية ومنعت الدول من التـدخل فـي شـئون بعضها البعض .
ولكن ذلك ليس إلا حبراً على ورق فالقوى الكبرى والعظمى لا يحلو لها بين الحين والآخـر ، إلا إن تتدخل في شؤون الدول الضعيفة والصغرى تحت ذرائع ومسميات مختلفة سبق إن تمت الإشارة إليهـا خصوصاً ما يتعلق منها بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والحفاظ على حقوق الإنسان ونشر الديمقراطيـة والتعددية السياسية من تداعيات الإرهاب الدولي ايضا تسلط وهيمنة الاستعمار واستغلال خيرات الشـعوب ومقـدراتها ، حيث ان التاريخ الحديث شهد موجات استعمارية غاشمة اتجهت من الغرب إلـى الشـرق الثـري الملـيء بالخيرات والثروات ولم يكن لهذه الموجات إلا أهداف استقلالية وتسلطية هدفها نهب خيرات الشعوب وثروتها وجعلها مصدراً مهما من مصادر المواد الأولية اللازمة لثورتها الصناعية وبناء اقتصادياتها وقوتها وتحسـين أوضاع مواطنيه
بقلم : الباحثة ميادة عبد العال