ذكر في المجلد الثاني من كتاب وصف مصر (العرب في ريف مصر وصحراواتها)
تأليف علماء الحملة الفرنسية وترجمة زهير الشايب
دراسة عن قبيلة العبابدة في ذلك الوقت (اواخر القرن السابع عشر)في منطقة جنوب شرق مصر
و هذه المنطقة الواقعة بين النيل والبحر الأحمر تسمى بمنطقة عرقية البجة حالياً.
وللعلم
لم تكن منطقة الصحراء الواقعة بين النيل و البحر الأحمر جافة مثل يومنا الحالي،
بل كانت تتمتع بقدر وافر من المطر والكثير من الأودية الجافة فيها كانت سابقا أنهارًا جاريةً.
وكانت الحياة النباتية والحيوانية فيها غنية.
فعلى سبيل المثال
كانت مناطق خوري بركة حتى القرن الثاني عشر الميلادي
تتمتع بقدر وافر من المياه والغابات والحيوانات ، بما في ذلك الأفيال
كما يتضح من وصف جيوش المماليك التي دخلت المنطقة في ذلك الوقت
ولقبيلة العبابدة في هذة المنطقة تاريخ طويل فعلي سبيل المثال كان هناك احتكاك مباشر مع قوات
الحملة الفرنسية
ما دعي نابليون الي انشاء سلاح الهجانة في مصر لمواجهة العبابدة التي عجزت القوات النظامية التصدي لهجماتها
ومما دعي كثير من علماء الحملة الي دراسة هذة القبيلة في الدراسة السالف ذكرها
التحفظ الوحيد علي هذة الدراسة
عدم المام العلماء الاوروبيون بعلم الانساب العربي ما جعلهم يعتقدون في ان قبيلة العبابدة تنحدر من اصلاب الشعوب الجوابة التي تملك هذه المناطق من الزمن القديم وقد استندوا في ذلك علي بعض المعلومات التي صادفوها في
بعض الكتب القديمة مثل سنرابون الكتاب السادس عشر
و ديودور الصقلي الكتاب الثالث
وفولتر جلوديت Troglodytes اي سكان الكهوف
وذلك لما لمسوة من اختلاف العبابدة في تقاليدهم ولهجتهم وعاداتهم وبنيتهم الجسمانية
فالسائد في العبابدة انهم سود البشرة ولكن ملامحهم تتشابة في كتير من ملامح الاوروبيين
وشعرهم جعد بشكل طبيعي ليس كوبر الصوف وبنية جسمانية اقوي من القبائل العربية
التي تشغل مثلهم الصحراوات التي تحيط بمصر
لذلك لم يعتمد العبابدة علي الاسلحة النارية فكان يتسلح الرجل منهم
برمحين يبلغ طول الواحد منهما 160-180 سم
وبسيف مستقيم ذي حدين وبسكين مقوس يعلقونها في ذراعهم اليسري
وترسا مستديرة من جلد الفيل يبلغ قطرها 60 – 70 سم
فلما وجدوا كل هذا واكثر يتشابة مع ما ذكر ديودور الصقلي عن سكان الكهوف (الترجلوديت) الذي سجل
من ثمانية عشر قرنا جعلهم يعتقدوا ان العبابدة ليست من اصول عربية وانهم من انسال هذة الشعوب
بالنسبة للقبائل العربية لن تجد هذا الخلط موجودا لديهم وذلك لان من العلوم العربية الاصيلة
التي لها مكانة خاصة عند العرب هي علم الانساب والاصول
فقد ذكر في
)كتاب نسب قريش للزبيري، البيان والإعراب للمقريزي ص 42، صبح الأعشى للقلقشندي(.
الثابت تاريخيا أن
أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر تزوجت من إبن عمها
القاسم بن محمد بن جعفر،
فولدت له فاطمة التي تزوجت زوجين:
حمزة الذي مات فتزوجت
طلحة، وأبناؤها منهما
بطنان في الزيانبة:
هم بنو حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي،
وبنو طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي،
ومن هذا كان بنو طلحة وبنو الزبير وبنو جعفر يدا واحدة في صعيد مصر
وهنا وجب ذكر بعض المعلومات ذات الصلة عن حمزة بن عبد الله بن الزبير
أبو عمارة حمزة بن عبد الله بن الزبير
كان حمزة أكبر أولاد أبيه عبد الله بعد خبيب ولاه أبوه البصرة،
ثم عزله في مال وصل به قومه، وسجنه بمكة ثم أطلقه.
وحمزة هو من وضع الحجر الاسود في محله يوم أعاد ابن الزبير بناء الكعبة.
كما كان حمزة أحد قادة جيش أبيه يوم حاصره الحجاج بن يوسف الثقفي
وقد امنه علي نفسة فخرج مع اخ له
و توفي حمزة بن عبد الله في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان
وله من الولد
أبو بكر
ويحيى
وأمهما فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب
وعمارة
وعباد
وأمهما هند بنت قُطبة بن هرم الفزارية
وسليمان
وأم سلمة
وأمهما أم الخطاب بنت شيبة بن عبد الله أبن أبي الحَيْس الأنصارية
وعامر وهاشم وعبد الواحد وإبراهيم وعبد الحميد وأمة الجبار وأمة الملك وأم حبيب وصالحة
أما صفته،
فقد كان حمزة بن عبد الله آدم أدلم شديد السواد ضخمًا.
اما عن النسب الجامع لقبيلة العبابدة
عمران
(وكان له من الولد اربعة منهم جميع قبائل العبابدة الان وهم
عبد العال و عبود والتوئمين عبد الله وعبيد الله )
بن عمر
بن يحيي
بن عباد الملقب بعباد الصغير
بن يحيى
بن سليمان
بن علي
بن محمد
بن يحيى
بن عباد
بن هلال
بن ابرق
بن محمد الملقب بالكاهل
بن عبد الله المكنى بأبي بكر
بن حمزة بن عبد الله رضي الله عنه
بن الزبير رضي الله عنه ِبن خويلد
ولا يوجد خلاف الا في الفترة الزمنية التي عاش فيها محمد الملقب بالكاهل
والارجح
أنهم دخلوا إلى السودان عن طريق البحر الأحمر وذلك عندما قتل الحجاج بن يوسف
عبد الله بن الزبير
أمير المؤمنين، عائذ بيت الله
عام 73 للهجرة،
وبنو كاهل كانوا من قوى عبد الله بن الزبير إثر ذلك عبروا البحر الأحمر
عن طريق عيزاب وهى حلايب الحالية وكانت في ذلك الوقت مرسى عظيم للسفن والتجارة
ويعتبر كثير من المؤرخين أن الكواهلة والمجموعة الجهنية والمجموعة العباسية
هم أكثر ثلاث مجموعات عربية دخلت السودان في ذلك الوقت
اما بالنسبة لنسب الزبير بن العوام رضي الله عنه وارضاه
الزبير
بن العوام
بن خويلد
بن أسد
بن عبد العزى
بن قصي
بن كلاب
يلتقي نسب الزبير بن العوام رضوان الله عليه بنسب رسول الله صل الله عليه وآله وسلم في
قصي بن كلاب
والنسب موجود حتى سيدنا ادم عليه السلام
رسول الله قال
(أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مهر
بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار
بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشعب بن شيث بن جميل بن قيدار
بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن أشوع بن أرعوس بن فالغ بن عابر (وهو هود)
بن شاع بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أقنوخ (وهو إدريس)
بن يرد بن قينان بن أنوس بن شيث بن آدم عليه السلام) .
يتضح لنا الان مما سبق ما جعل علماء الحملة الفرنسية يعتقدون ان العبابدة
من انسال سكان الكهوف (الترجلوديت)
وما اسباب ارتباطهم بسكان المنطقة الاصليين في عاداتهم وتسليحهم في هذة الفترة
اما عن
فروع قبيلة العبابدة:
فقد ذكر اللواء صلاح التايب فى كتابه القبائل المصرية وبعض السياق نقلا عن
اللواء صلاح الجوهري في كتابه شريعة الصحراء قائلا:
العبابدة أربع عمائر وتعرف بالبدينات،
وعمائر العبابدة يسمونها بدينات وتنتهى دائما بكلمة آب ومعناها “أبناء”
فالعشباب أبناء عشاب وهكذا.
وذكر محمد الطيب في موسوعته ج2 ص330 فروعهم بمصر بشيئ من التفصيل
و بالنسبة الي
عبابدة مطير وعبابدة البجة:
فقد ذكر كثير من الباحثيين ان عبابدة البجة في الجنوب
وعبابدة مطير فى شمال القطر المصري قبيلة واحدة،
فمثلا قال فيهم الأستاذ محمد إبراهيم الطيب في موسوعته ،
أن بمحافظات الشرقية والدقهلية والغربية يقطن بعض من قبائل العبابدة،
ويقال أن هؤلاء انفصلوا من القبيلة الأصل في الصعيد عام 925 ه ـ 1516 م
عقب غزو العثمانيين لمصر مباشرة وكانوا يقطنون بصحراء البحر الأحمر ثم نزحوا شمالا.
هذا ما وفقنا الله اليه
عسي ان يكون في هذه الكلمات سببا
لصلة رحم او اقتداء بسلف
اذكرونا بالدعاء
بقلم : محمد سليمان صبيح