الشائعة قضية قابلة للتصديق والتناقل دون التدقيق في صحتها،فتستخدم للترويج فكر معين أو فكرة خاطئة، ونشر لرسالة خاطئة بهدف التحشيد أو التشهير أو الفوز بغنيمة ما، وهي عبارة عن حرب نفسية تمارس لغسل أدمغة البسطاء من الناس وإثارة البلبلة واللعب على مشاعر الناس الدينية والعرفية والعادات والتقاليد.
وقد يمتد تأثيرها إلى سنين وقد تكون لحظية المروج للشائعة يعتمد على بساطة تفكير المجتمع الطيب عن طريق حجب المعلومات الصحيحة والترويج لما هو في مصلحته الشخصية، وزعزعة ثقة الناس في الشخص المراد تحطيمه لتجريده من حب الناس والتفاف المجتمع حوله كشخصية بارزة، وشغل الرأي العام بمواضيع تافهة وإغراقهم بما لا يفيدهم بعيداً عن موضوعات مهمة .
وتعتبر الشائعات من أساليب إثارة الرعب بين الناس مثل ترويج انتشار مرض ما أو جرثومة ما في نفسية الناس ومن منا لا يهتم بصحته ويخاف عليها، حيث يطلق المروج الشائعة إشباعاً لمشاعر مكبوتة في نفسه من حقد تجاه الآخرين سواء المروجة ضده أو المجتمع إذ انه يعمد إلى الإضرار بالمجتمع بكامله ويستغفلهم، مضيفة غالباً ما يكون المروج خالياً من الإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعه وضميره, قال رسول الله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت)، وفي الحديث الشريف: (لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبُه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانُه).
للشائعات أسباب كثيرة، ووسائل متعددة، وكلما التصقت بوسائل الإعلام كانت آثارها السلبية أكبر، ويزداد هذ الأثر السلبي شيوعا وانتشاراً مع وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة الفورية على الأجهزة الذكية وفي مقدمتها (تويتر) (واتس آب) (والفيس بوك ) نظراً لما تمتلكه من أدوات التفاعلية فالأمر لا يحتاج سوى ثواني ودقائق معدودة، لأن تجوب الشائعة الآفاق والانتشار والسرعة والقدرة الفائقة على التشهير السريع، وإثارة البلبة والتأثير في الرأي العام.وسائل التواصل الحديثة تُعدُّ أرضاً خصبة ومناسبة لرواج الشائعات.
أنَّها تنشر كماً هائلاً من المعلومات في وقت يسير بيسر وسهولة، ويرجع ذلك الى غياب الشفافية وتأخّر التصريحات الرسمية، إلاَّ أنَّه من المهم أن نعلم أنَّه كلَّما زادت نسبة الوعي بين أفراد المجتمع أصبح من السهل القضاء على هذه الظاهرة، بيد أنَّ البعض قد يتلقى الشائعة وهو تحت تأثير العاطفة لا العقل، وبالتالي فإنَّهم يصدقونها حتى إن لم تكن منطقية .
وذلك لأنَّ بعض هذه الإشاعات قد تُشبع عاطفته أو شيئاً من رغباته،للشائعات آثاراً نفسية وحسية بالغة، إذ إنَّ بمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة إذا لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تزيد أسعار نارها طلباً لمُبتغياتها، حيث تجعل من الصواب خطأ والعكس فكثرة الكذب صدق وقله الصدق كذب
بقلم : الباحثة ميادة عبد العال