كتب: محمد غريب
حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من التداعيات التي تصاحب عودة المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي إلى بلدانهم، وتنفيذ عدد غير قليل من ذئابه المنفردة عمليات انتحارية في قلب تلك الدول انتقامًا لهزائم داعش في دول الشرق الأوسط.
جاء ذلك في تعليق مرصد الإفتاء على الهزائم المتلاحقة التي تعصف بالتنظيم الإرهابي على جميع الجبهات، والتي تؤذن باندحاره ونهايته، وهو ما يؤدي إلى هروب عدد كبير من مقاتليه إلى دول المنشأ، مشيرًا إلى أن داعش جنَّد نحو 20% من مقاتليه من الدول الغربية؛ مما يمثل تحدِّيًا رهيبًا أمام تلك الدول، لما يشكله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها.
وأضاف المرصد أن دول أوروبا باتت تعيش حالة من التأهب لمواجهة تهديدات مقاتلي داعش العائدين إليها، خاصة دولًا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا، حيث دخل الإرهاب الداعشي مستوًى خطيرًا من خلال شن هجمات إرهابية في العديد من المدن الأوروبية انتقامًا من الهزائم المريرة التي لحقت به في سوريا والعراق وليبيا.
وأكد مرصد الإفتاء أن محاربة الإرهاب لا تتحدد في جغرافية، وأنه لا توجد دولة بمأمن عن الإرهاب، لذلك ينبغي أن توجد معالجات حقيقية لمحاربة الإرهاب والتطرف، وعدم اقتصار ذلك على تهديدات المقاتلين الأجانب في أوروبا فقط بل في جميع أنحاء العالم.
ودعا المرصد جميع دول العالم إلى مراجعة السياسات الأمنية والدفاعية وتشديد الإجراءات على حدودها البرية والبحرية وفي موانيها الجوية أيضًا مما لا يدع مجالًا لتسلل مقاتلي داعش أو غيره من التنظيمات المتطرفة، خاصة أن هؤلاء المقاتلين أصبحوا على دراية بسلوك طرق ملتوية واستخدام وثائق سفر مزورة للعودة إلى أوطانهم، فضلًا عما يحملونه من أفكار متطرفة وأساليب مخادعة يمكنهم بها جذب المزيد من العناصر لتشكيل خلايا صغيرة تعمل على تنفيذ عمليات انتحارية وإثارة القلاقل في تلك الدول.
كما دعا مرصد الإفتاء دول العالم إلى تطوير المزيد من الأدوات لتعطيل التطرف العنيف، وأن تعمل على احتواء العناصر المتطرفة العائدة من مناطق الصراع بدلًا من إلقاء القبض عليهم أو محاكمتهم، حيث ينبغي توجيهم إلى الرعاية النفسية والتأهيل المجتمعي. مؤكدًا أن دول العالم بحاجة إلى توسيع أدوات التعامل مع المقاتلين العائدين إلى بلدانهم.