كتب: محمد حنفي الطهطاوي
أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر السابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، إن مصر الخير والسلام للعالم كله ،..
وأضاف إن هذا المؤتمر يرسل من أرض الكنانة رسالة سلام للعالم كله دون تمييز ، مشيرًا إلى أن التمييز ضد أي دين يولد تمييزًا مضادًا ، وربما أشدَّ قسوةً وعنفًا ، وأن ربط الإرهاب بالأديان التي هي منه براء يُدخل العالم في دوائر صراع لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر ، وإليكم نص الكلمة :
وينشر السياسي نص كلمة الوزير في الجلسة الافتتاحية
إيمانًا منا بالمسئولية المشتركة بل التضامنية في نشر ثقافة التسامح والسلام ، وتأصيل فقه العيش المشترك ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ومواجهة التحديات ، والإرهاب والفكر المتطرف ، والعمل على تفنيد مقولات أصحابهما الفكرية من جهة ، واستئصال شأفتهما ميدانيًّا من جهة أخرى ، لما يشكلانه من خطر داهم على الأمن والسلام العالمي، حيث لم يعد خطر الإرهاب قاصرًا على منطقة جغرافية أو مناطق بعينها دون الأخرى ، بل إنه صار عابرًا للحدود والقارات بشرِّه المستطير ، سواء من خلال تنفيذ العمليات الإجرامية أم من حيث بثّ سمومه الفكرية عبر وسائل التواصل الحديثة والعصرية ، التي لا تحدها حدود مكانية أو تستوقفها منصات الصواريخ أو مصداتها أو قببها الفولاذية.
ولا شك أن وجود إرادة سياسية قوية لمواجهة الإرهاب يعد أمرًا حيويًّا ومحركًا رئيسًا لسائر المؤسسات : الدينية ، والتربوية ، والثقافية ، والبرلمانية ، والأمنية ، والعسكرية ، وأننا في حاجة ماسة وملحة لتضافر جهود كل تلك المؤسسات على مستوى كل دولة على حدة ، وتكاملها فيما بينها على المستوى الدولي ، حتى نخلص الإنسانية جمعاء من شرور الإرهاب الغاشم ، ونرسخ أُسس المواطنة المتكافئة من جهة، وفقه التعايش السلمي والعيش الإنساني المشترك من جهة أخرى ، مؤكدين أن جميع الأديان ، وجميع الأعراف السوية ، تحترم حق الإنسان في الحياة الكريمة دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق ، وأن الدول التي آمنت بالتنوع وأرست أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات هي أكثر الدول استقرارًا وتقدمًا وتحقيقًا للتنمية ، وأن الدول التي وقعت في براثن الصراعات المذهبية أو الطائفية أو العرقية هي أكثر الدول تمزقًا وتشتتًا، وأن التصدع الذي يحدث في دولة ما يلقي بظلاله على محيطها ومنطقتها ، وكثيرًا ما يتجاوز هذا المحيط الإقليمي إلى تداعيات دولية ، مما يتطلب منا جميعًا العمل لصالح الإنسان والإنسانية ، واعتماد التواصل الإنساني والحضاري بديلاً للصراع والإقصاء والرفض .
وإنني لأؤمل أن نركز في مؤتمرنا هذا على ما يجمع ولا يفرق ، على القواسم الإنسانية المشتركة ، على أرضية إنسانية خالصة ، نبغي الخير والسلام للعالم كله ، لنرسل من هنا من أرض الكنانة مصر الأزهر رسالة سلام للعالم كله ، دون أي تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس ، مع تحذيرنا الشديد من أن التمييز ضد أي دين يولد تمييزًا مضادًا ، وربما أشدَّ قسوةً وعنفًا ، وكذلك الإقصاء والرفض ، وقد قالوا : لا ترفض الناس جملة فيرفضوك جملة ، ومن ثمة نؤكد أن ربط الإرهاب بالأديان التي هي منه براء يُدخل العالم في دوائر صراع لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر .
وختامًا أؤكد أننا حرصنا على تمثيل واسع للمرأة في حضور المؤتمر وفي جلساته تفاعلاً مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2017م عامًا للمرأة المصرية ، ولنرسل رسالة للعالم كله عن تقدير الإسلام للمرأة وإكرامه لها وحرصه على إعطائها حقوقها كاملة غير منقوصة