طلعت القاضي
هل ما شاهده العالم من كأس “موسم الرياض” كان تسلية وترفيه وبزخ مادي كما يراه البعض أم هو فعلاً بداية لصناعة رياضية مستقبلية قد تؤثر إقتصادياً ومالياً وسياسياً على الدولة ؟ وهل كان التعاقد مع رونالدو والشروع في التعاقد مع ميسي وغيره من نجوم العالم في كرة القدم مجرد إضافة لاعب لدعم الفرق السعودية؟
لقد كان الرد واضح للعالم كله، وصريح من تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه ، بأن حضور أكبر نجوم كرة القدم للمملكة ليس إلا الخطوة الأولى، وأن كأس موسم الرياض من أفكار وتخطيط جهات عدة ، ولا يوجد سقف لطموحاتنا بوجود قيادتنا الحكيمة، وهذه نقطة في بحر».
كذلك محاولة التعاقد نجوم كبرى الفرق الأوربية هو تخطيط مستقبلي لرؤية السعودية 2030 قد يكون حجر أساس تنظيم كأس العالم ، والحصول على مركز متقدم عالمي مثل المغرب وفد يكون الحلم اكبر بالمنافسة أيضاً ،
هذا وإن دل فإنما يدل على أن الرياضة لم تعد هواية ووسيلة من وسائل الترفيه، بل تحولت إلى صناعة قوية تقوم على أسس وخطط متخصصة في الترفيه والاقتصاد والإعلام والسياسة، تسهم بقوة في التنمية البشرية والاقتصادية عن طريق الترفيه الرياضي في وضع استراتيجية وطنية للرياضة .
لقد أصبحت الرياضة من أدوات حماية المجتمع وتحصينه من الأفكار الهدامة والتعصب الأعمى الذي نعيش فيه بصناعة إعلامية خبيثة ، فلك أن تتخيل منذ اعتزال الخطيب وحسن شحاته والصورة الشهيرة التي جمعتهما في الملعب لا نرى الآن صورة إلا صور التعصب والتي تزيد صناعتها كل يوم ومع كل قمة مصرية بتوجيه إعلامي وبأيدي السوشيال ميديا .
لقد رأينا اليوم اللاعبين في فريق نجوم الهلال والنصر، صارت هناك علاقات وصداقات وأجواء جميلة بينهم في ظل فريق واحد يمثل دولة تسعى للتقدم والرقي ، وكل ذلك انعكس أيضاً على المدرجات التي عانقها جمهور الهلال والنصر بشعار واحد أمام باريس سان جيرمان في مباراة كأس موسم الرياض .
لقد كان ابهارا في كل شيء اخراج وتحليل نجوم عالميين ، وتصوير مبهج وأجواء ترفيهيه في ظاهرها ولكنها قمة الصناعة لمستقبل كرة القدم السعودية .
إن صناعة الرياضة مشروع دولة، وليس مؤسسة رياضية فقط منعزلة ، وهوما يستوجب ثبات التخطيط الجيد للمستقبل الرياضي، ومواصلة تنفيذ العمل وإن تغيرت الإدارات، فهي تشبه السباق التتابعي والذي يسلم كل متسابق الراية لمن بعده حتى اكتمال المهمة المطلوبة .
وهذا يتطلب ادوات كثيرة أولها التسويق الجيد للمواهب وزيادة احتراف أعداد كبيرة واللعب في أوروبا مثل المغرب العربي و السنغال أكبر دولة مصدرة لاعبين إلى أوروبا .
إن الإعذار التي نسوقها لتبرير التقصير غير مبرر، فقد حصلت المغرب على رابع كأس العالم بمدرب وطني ولاعبين لديهم ثقة بسبب الاحتراف الاوروبي ، ودول أخرى كنا نهزمها عند كل لقاء أفريقي في مسابقات كرة القدم أصبحت قوى كروية عالمية بسبب الاحتراف لناشئيها، ونحن غارقين في قضية كهربا ومباراة الانتقام بين الزمالك والاهلي كونها أداة تسلية جيدة بين أيدي الإعلاميين حتى من غير الرياضيين، وقلة المؤهلين العاملين في المجال الرياضي.
لابد من تخطيط لحدوث معجزة و ثورة رياضية تغير المفاهيم الرياضة كونها اقتصاداً متكامل الأركان، له معطيات واضحة المعالم ، فلا صدفة وأمنيات تأتي لنا بإقامة كأس السوبر الاسباني بين ريال مدريد وبرشلونه والتسويق لمثلها ، ولن يأتي الحظ بأمثال رونالدو حتى يلعب في الدوري المصري ، فربما خيالنا لا يأتي بها ممكن مشاهدته ونجوم مثله، بل ربما الخيال لا يصل حتى للاعبينا مزاملة ليونيل ميسي كريستيانو رونالدو .
من الممكن مستقبلاً يحدث ذلك الحلم ويتحول الخيال إلى واقع إن تغير الفكر الرياضي عند الجميع وبدأ عصر احتراف حقيقي للاعبينا وانتهت قصة كهربا وحدوتة كلاتنبرج والحكام، وبدأ الإعلام المهني الرياضي الحقيقي من غير عنصرية وحشو كراسي وبرامج إعلامية وبرامج غير متخصصة لا تفقه في الرياضة صياغة التحليل، عندها وفي قلب استاد القاهرة الدولي ووسط جمهور حسن شحاته والخطيب سوف يلعب الاهلي والزمالك مع نجوم الهلال والنصر السعودي لأنه غالباً سوف يكون وقتها نجوم اوروبا كلها بين أيديهم وفي ملاعبهم ولكن اليوم يلعبون في قلب مصر على” كأس ” “موسم القاهرة ” .