كتب: محمد حنفي الطهطلوي
شارك مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية بكلمة في الجلسة الافتتاحية حول “ثقافة الحوار بين الأديان”، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي الأول لجامعة المعارف بدولة لبنان الشقيقة المنعقد في بيروت في 11-13 سبتمبر 2017م.
وتناول عاشور قضية الاختلاف بين الأديان مبينًا أنها سُنَّةٌ كونية ربانية يقوم عليها الكون، وهي سنة حاكمة ودائمة في الخلق إلا أن يشاء ربى شيئا، ومن ثم يجب التعامل مع هذا القانون الرباني بإيجابية، وبما ينفع الخلق ويهذب النفس ويدعو إلى التعايش والتعاون والتكامل فيما فيه مصلحة هؤلاء العقلاء على الأقل في الدنيا والأكمل في الدنيا والآخرة.
وبيَّن أن إشاعة ثقافة الحوار وإرساء مبادئ التعايش بين أتباع الأديان لا يعني ذلك ذوبان أحد الأطراف في الآخر، لكنه يعني الإقرار بوجوده؛ موضحًا أن التعايش لا يكون بين الذات وذات تلك الذات؛ وإنما يكون بين ذاتين أو أكثر بينهما تمايز، وحتى يبقى ذلك التعايش قائمًا، فإنه يفترض احترام التمايز والفروق والحياة الخاصة والتطلعات المشروعة لكلا الطرفين تجاه بعضهم البعض.
وأكد عاشور خلال كلمته على ضرورة إرساء الحوار بين الأديان على عدة أسس رصينة، والتي من بينها: احترام الإرادة الحرة لدى الأطراف كافة، والبر والقسط خاصة مع الآخر المسالم، والتفاهم والالتفاف حول الأهداف والغايات والقيم المشتركة والعمل على تحقيقها، وصيانة هذا التعايش والحوار بسياج من الاحترام والثقة المتبادلة بين الأطراف.
واختتم كلمته بعدة مقترحات مؤكدًا على ضرورة أخذها بعين الاعتبار، ومن بينها: ضرورة إبراز القواسم المشتركة والتركيز عليها مع التخلي عن نظرات الاستعلاء على الآخر من كل طرف، مع نبذ أي إساءة إلى العقائد، والتراجع عن أطماع الهيمنة الثقافية.
كما اقترح إطلاق المبادرات العلمية للحوار بين المتخصصين في علوم الأديان وتنظيمها لجمع الكلمة بين أتباع الأديان في مواجهة فكرية مع الإلحاد والاتجاهات الفكرية المعادية للأديان مع نشر هذه الجهود في دوريات علمية وعبر الوسائل الحديثة المختلفة، وكذلك مواصلة الجهود لتخلية المتدينين من الضغائن والأحقاد المتبادلة؛ فضلا عن تعطيل الصراع المحتدم بينهم، مزامنة مع مواصلة العمل في نشر الوعي الصحيح وتعظيم دائرة الطبقات المستنيرة حتى تقوم أمام التفكير الحر والبحث العلمي مؤيدة بالدليل والبرهان.
وقد حثَّ المستشار الأكاديمي للمفتي في كلمته على ضرورة إمداد وتزويد العلماء المستنيرين فضلا عن المؤسسات الدينية وبصورة دورية بالتقنيات الحديثة لمواكبة العصر من أجل بيان حقيقة الموضوعات وطريقة ومنهج الحوار البناء وإشاعة ثقافته.