كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، إن المعايير التي جاءت في حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- لاختيار الزوج لزوجته -رجحت منها كِفَّة الدِّين؛ لأنه هو الضمانة الوحيدة لاستقرار الأسرة وأن يسودها المحبة والوئام والاحترام المتبادل والدفء الأسري والسكن والمودة والرحمة، وهو سكن النفس للنفس والروح إلى الروح.
وأضاف في حديثه اليومي الذي يذاع قبل المغرب على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظم إن الإسلام يحيط الأسرة بسياج من الرحمة والمودة المتبادلة التي تتطلب التسامح والمغفرة وكظم الغيظ ولين الجانب إذا احتد أحد الزوجين في القول، وكل هذه أمور لا يوفرها لا المال ولا الجمال ولا الحسب والنسب، وإنما يوفرها الخلق عند الزوجة والزوج، والخلق هو الوجه الآخر للدين، وهذا الدين ليس شكليات كما يظن البعض، وإنما هو مودة وتَحمُّلُ مسؤوليات ومواجهة أزمات وعدم توقف عند الصغيرة والكبيرة،
وتابع الإمام الأكبر: التريث مطلوب عند الزواج، حتى لا يترتب على التعجل في الاختيار ظهور المشكلات فالحكمة تقول: “من تزوج على عجل ندم على مهل” وقد يكون وقت الندم فات، واختيار الزوجة يتم عن طريق الأسرة والسؤال والرؤية الشرعية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بأن ينظر الشاب إلى الفتاة التي سيتزوجها؛ حتى لا يفاجئ الرجل بزوجته، كما يحدث أحيانًا فيؤدي إلى فشل الزواج، وبناء على ذلك لا يجب أن يكون التعارف عن طريق الصور التي يُعبث بها عن طريق الأجهزة الحديثة، فتكون الشخصية والصورة مختلفة عما تم تصويره.
وأكد أنه لا مانع من أن يتعرف الشاب الصادق في الزواج على الفتاة ويراها بحضور الأسرة، ولا مانع من الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، إن كان سيؤدي ذلك لمعرفة كل طرف بالآخر معرفة صحيحة، ولكن إذا كانت هناك شبهة خداع فلا يجوز.