كتب: محمد حنفي الطهطاوي
كشف الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن استراتيجية الأزهر لبناء جسور التعايش، التي انطلقت من تأسيس “بيت العائلة المصرية” عام 2011 .
والذى تم تأسيسه بعد الاعتداء الأليم على كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وأشار إلى أن هذا البيت يُدار بالتناوب بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية كل 6 أشهر.
وتم المرعاة في تشكيله ألا يترجم أي شيء يدل على تفرقة أو تمييز بين دين ودين.
جاء ذلك خلال حديثه اليوم بأولى حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»
وأشار إلى أنه بعد نجاح تجربة بيت العائلة المصرية داخليا،تم التفكير في كيفية محاولة زرع السلام بين طوائف الأمة في عالمنا الإسلامي والعربي.
وتابع ” وأن تكون هناك «وحدة علمائية» كبداية، بحيث تشكل هذه الوحدة في وجدان الشعوب رؤية واحدة أو هدف واحد مشترك”.
وأضاف قائلا:”من هذا المنطلق فكرنا في أن نلتقي نحن علماء المذاهب الإسلامية، وأن يكون بيننا لقاءات، وأن تكون بلادنا مفتوحة للعلماء”.
وأكد شيخ الأزهر، أن مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي في البحرين نجح نجاحا كبيرا.
وأعرب عن خالص تقديره لملك البحرين حمد بن عيسى، الذي استضاف هذا المؤتمر الجامع لممثلي المذاهب المختلفة من أكثر من ثلاثين دولة.
وكان فيه أهل السنة والشيعة الإمامية والإباضية والزيدية، وكان الجميع يشعر بالأخوة والصداقة والمصارحة.
كما خرج المؤتمر بتوصيات مهمة جدا، وناقش المؤتمرون فيه الأسباب التي أوجدت هذه الفرقة أو هذا التعصب للمذهب.
وأضاف قائلا: “نحن نقبل التمذهب، وهو أمر لا مفر منه، ولكن نرفض التعصب للمذهب”.
وطالب من الجميع أن يؤمنوا بمبدأ الوحدة في مواجهة العدو.
وشدد الإمام الطيب على ضرورة تقديم المصالح العليا للمسلمين على الخلافات المذهبية.
وأوضح أن الاختلاف “سُنة إلهية” استنادًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾.
لكنه حذَّر من تحوُّل الخلاف إلى تعصُّب يُضعف الأمة، مؤكدا أنه ليس بمعقول أن تكون أمانة التمذهب بأكبر من أمانة الوحدة والحفاظ على حياة الأمة
وشدد على تقديم واجب الأمة على واجب المذهب، وأن يكون للأمة موقف واحد عند النوائب.
الأمر الذى يحدث مع الاتحادات الموجودة الآن، كالاتحاد الأوروبي والتحالفات الآخرى.
قائلا «نحن أولى بها، وما معنا وما بيننا من مقومات التحالف أكثر بكثير جدا مما لديهم».