قضايا القارة الأفريقية حالياً حاضرة بقوة في المنتديات والمحافل الدولية ، وعلى رأس تلك القضايا قضايا المياه والتنمية، وما يحاك للوطن العزيز من خطر التعطيش والإغراق للسودان وإذاعة ذلك والعمل عليه في وسائل الإعلام المفتوحة من قبل أعداء الدولة المصرية يندرج تحت ما يسمى بالحرب النفسية الاستراتيجية.
وهي الحرب خارج إطار الزمان والمكان (الحرب المفتوحة) حيث (تهدف إلى تحقيق الاتصال الجماهيري، والذي يوجه إلى جمهور كبير أو على مساحة شاسعة، وتكون في هذه الحالة غير محدودةٍ بزمانٍ أو مكان، وهدفها التأثير على الآراء ووجهات النظر والسلوك في الخارج في سبيل مساعدة الأهداف القومية للدولة).
الحرب النفسية الاستراتيجية هي حرب إعلامية واقتصادية مفتوحة بكل ما تعني الكلمة؛ حيث قدرتها الفائقة على تغيير وجهات النظر، وإحداث أشبه ما يكون بالصدمة في الرأي العام إما للصورة الحسنة أو الشديدة القبح حسب فكر القائم عليها، ومن المقطوع به أن الحرب التي تهدف لتحقيق غاية معينة على المدى البعيد تمتد لسنوات طويلة، فلا يشترط لها زمان او مكان محدد بذاته قدر ما تصل لغايتها وهدفها حيث إن معنى كلمة الاستراتيجية (تعني مجموعة الأهداف التي يمكن تحقيقها على المدى الزمني البعيد).
كل ما قيل ينطبق على قضية سد النهضة حيث يستغلها البعض كقضية رأي عام يحدثون به أشبه ما يكون بصدمة الشعب والعمل على تأليبه.
مصر ما كانت ضعيفة أبدا وتتمتع قياداتها بأكبر قدر من الكفاءة والمسؤولية في الحفاظ على أمنها القومي والعربي. وجدنا ذلك جيداً في حل القيادة المصرية للمشاكل الليبية والفلسطينية والأفريقية.
رسالة الرئيس المصري واضحة للعيان : مصر تصبر وتصبر وبيدها مفاتيح حل القضايا العربية والأفريقية
قدر مصر قلب أفريقيا النابض على مر التاريخ أن جيشها دوماً يحمي أهداف الدولة العظمى دون تهديد أو إثارة فوضى ، ومن ينسى دور مصر في هذا عليه أن يراجع التاريخ جيداً فلقد خاضت مصر حروباً نيابة عن العالم كله خارج حدودها في حطين وعين جالوت وغيرها.
قدر مصر أن تكون في دور المدافع لا المهاجم، الأسد يراقب فريسته جيداً لكنه لايهجم عليها إلا إذا دخلت حماه وعبثت وصرخت.
تعي القيادة المصرية تماماً ما يحاك من مؤامرات في الظلام ، وتدرك خطورة من يعبث بالأمن المصري داخلياً وخارجياً.
ومن استطاع أن يدفع عن العالم خطر التتار ويوقع بهم هزيمة نكراء قديما قادر أحفاده على تكرار ما حدث واسألوا التاريخ فهي حقائق مثبتة.
عشرات المؤتمرات والتصريحات وتقديم التسهيلات من أجل حل أزمة هي صغيرة في نظر القيادة يضخمها الإعلام المعادي لمصر وشعبها.
يمكن القول بأن كل ما يحيط بالوطن من مخاطر قد تم رسمه منذ فترة ليست بالقصيرة لصالح دولة بعينها تستفيد من الاضطرابات والفتن داخل دول الجوار دون أن تطلق رصاصة واحدة.
يستطيع هؤلاء أن يكيدوا للوطن ويستخدمون في ذلك عملاء في الداخل والخارج.
ولهؤلاء نقول: واهم من يظن أن مصر غير قادرة على دفع أي عدوان عليها من الداخل والخارج ، مصر الآن تعي جيداً الحرب الاستراتيجية الموجهة عليها، ومن ينفذ لايتكلم ، ومن يقدر على انتزاع أحشائك الداخلية لا يزعجه صراخ صوتك العالي.
نثق كل الثقة في قياداتنا ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
حفظ الله مصر جيشها ونيلها وأرضهاورئيسها