الوسيلة الإعلامية لا تهدف إلى التغيير أو بناء قيم جديدة ولكنها تهدف أكثر إلى الاستفادة من الفهم العام الموجود ، حيث يتم التركيز على قضية أو حدث جوانبه واضحة عند الجمهور لأنه حدث مرتبط بوقائع ملموسة عندئذ يركز الإطار الانسانية على المدخل الشخصي أو تقديم عناصر الحدث وتداعياته.
عندما يحول مراسل قناة رياضيه فى لحظة إلى قناة إنسانيه “منذر المزكي” ، حيث تحول تقريره الميداني في شوارع القاهرة من مجرد تغطية لردود فعل المواطنين على البطولة العربية لكرة القدم، إلى مساعدة حالة إنسانية خلال تصويره للتقرير، التقى «المزكي» بأحد المواطنين المصريين مهموما بسبب مرض ابنته النادر، والتي تبلغ من العمر 11 شهرًا.
تتبع منذر الأب وطلب أن يساعده، إلا أن الأب رفض في بداية الأمر لعزة نفسه، ولكن أصر مراسل قناة «أبو ظبي الرياضية» على مساعدته لعلاج ابنته «روميساء» التي تعاني من مرض نادر بالأمعاء.
تحول الإعلام من أداة لتسجيل الأحداث إلى أداة لخلق الواقع، والإعلام بصفة عامة هو المكلف بنقل حديث وأخبار الناس في كل زمان ومكان غير أن هذا الحديث وهذه الأخبار تحتوي على الصدق والكذب وتحتوي كذلك على الشائعات والأخبار المغرضة وذات الأهداف الخاصة لمروجيها، المتوقع من نشر المعلومات دون التأكد من صحتها أن ينتج عنه احتمال إما إيجابي أو سلبي، ولكسب الإيجابية يجب على المصدر والجهاز الإعلامي التأكد من دقة هذه المعلومات ومعرفة مصدرها ومدى مصداقية المصدر قبل النشر لتجنب التأثير السلبي على الجمهور المتلقي .
وكثيراً ما ننتقد أو نشيد ببعضنا البعض في الوسط الإعلامي حول الرسالة الإعلامية الإيجابية أو السلبية انطلاقاً من رؤية كل منا وحسب انتمائه وهكذا ظل الجدل قائماً وما يزال رغم التطورات العلمية والتقنية الحاضرة حول أفضل الرسائل الإعلامية التي يمكن ان يكون لها انعكاس إيجابي ، وبعيداً عن مبدأ حرية الإعلام أو عدم حريته وسيطرة السلطة أو عدم سيطرتها وسواء كان الجهاز الإعلامي تابعاً لنظام ديمقراطي أو ديكتاتوري فإن الرسالة الإعلامية النزيهة والحقيقية تظل تاج شرف على رؤس الجميع
الإعلام آلية تُنتج إذا تخلصت من القيود، والنجاح مرتبط بالعمل المتطور الراقي المتحرر من البيروقراطية، الفاعل في الميدان، القادر على الاقتحام من جراء كفاءته وتوثيقه لأجل تحسين الصورة والتصدي مهنيا لمن يريد الاساءة لهذه الصورة، إننا نحتاج إلى استراتيجية إعلامية متطورة متحررة من القيود، ذات منهجية واضحة.
ولنا فى قناة ابو ظبى القدوة والمثل نحتاجها فهي من يحمي جبهتنا الداخلية ويعزز الخارجية، وهي من سيصنع الكوادر والقدرات القادرة على المواجهة.
أتمنى آلية تعبر عن مشروع يساهم في رقينا الإعلامي، لا ناقلا يهتم بالسطحيات…أتمنى جبهة إعلامية ننعم بما يصدر عنها.. لتنطلق في رحاب الثقافة والرقي الفكري.
تحية من القلب الى قناة ابو ظبى الرياضيه والاعلامى الإنسان “منذر المزكي”
بقلم : الباحثة ميادة عبد العال