كتب: محمد حنفي الطهطاوي
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر ، عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، بجامعة الأزهر الشريف، حيث دار موضوعها حول “مولد محمد والعبر منه”
قال العواري: إن الأرض أشرقت بنور ربها، وطلعت الشمس بعد غياب، وتزين الكون كله، لاستقبال خير مولود، وأعظم مخلوق، إنه مبعوث العناية الإلهية، وعطاء الفيوضات الرحمانية، سمي محمداً ليكون محموداً عند الله، مكرماً عند الخلق، اصطنعه ربه ورباه، ما ترك الله تربيته لأحد، فمنذ صباه وعناية الله تحرسه، أرسله رحمةً للعالمين جاء إلى الدنيا ليرفع قدرها؛ ليعود بالبشرية إلي الحق الناصع، ويهديها إلي الرشد، ويحصنها من الشيطان وشركه، وينقذها من عبادة الأرباب، ويعود بها إلي عبادة إله واحد حق لا شريك له.
وأكد ، إن ذكرى مولد الحبيب الهادي تأتي والبشرية حائرة تموج بحركات، وأيديولوجيات، وفلسفات، منها ما هو منحرف يقود أصحابه إلى سبيل الشياطين فيوقعهم في الضلال والهموم والمادية التي لا تعرف قيمة للروح.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر: يا أتباع محمد، خذوا قبسا من هديه، فلكل فرد منا أثر في المجتمع الذي يعيش فيه، وكن صوت رحمة لا صوت عذاب، كن بشير خير، لا نذير حرب ولا خوف ، كن داعية سلام لا منذرا بالقلاقل والاضطرابات، كن رجل تعمير يخاف على الوطن ويحرص على سلامته، ولا تكن مخربا مفسدا في الأرض، فحبيبك محمد الذي تحتفل به جاء إلى الحياة ليرفع قدرها، رقاها وبناها وعاد بأهلها إلى التوحيد، وحمل أصحابه مشعل الهداية من بعده، فحققت الأمة على أيديهم خير حضارة طلعت عليها الشمس.