كتب: محمد حنفي الطهطاوي
نظمت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، ملتقاها الثامن للتعريف بمكانة اللغة العربية، وذلك في رحاب الجامع الأزهر، بحضور أحمد عمر هاشم، وحسن الشافعي، وأحمد معبد، أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر، وإبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعدد من قيادات الأزهر الشريف.
وبدأ الملتقى بعرض فيلم تسجيلي عن اللغة العربية ودورها في صناعة الحضارة الإسلامية، وفضلها على سائر اللغات، وتفردها وغزارة مفرداتها، وبراعة العلماء الأوائل في استخدامها، وفضلها على العلم من خلال توثيق العلوم القديمة بها، التي كان للعرب السبق فيها.
وفي افتتاح الملتقى قال حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس اتحاد المجامع اللغوية، إن الأزهر الشريف كان ولا يزال الوعاء الحافظ للغة العربية، وراعيًا لها في كل العصور التي تلت وجوده، كما أن العربية هي لغة العلم العالمي، نتيجة للإسهامات التي قدمها علماء العرب للبشرية والتي دُونت بلغتهم، حتى قيل: “كأن العلم يتكلم العربية”، وقال بعضهم: “من أراد أن يتعلم العلم فليتعلم العربية”
وأوضح أن الكثير من علماء الغرب في القرون الوسطى تتلمذوا على يد علماء العرب، وأخذوا من مؤلفاتهم العربية، كما أن “عادا وثمود”، ورحلات الشرق والغرب، والمعلقات السبع من الشعر العربي؛ أثبتت عظمة لغة العرب وأثبتت ثراء مفرداتها، وأن التاريخ يحوى العديد من المكتبات التي تثبت ثراء هذه اللغة عن غيرها من اللغات.
من جانبه، أكد أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الأزهر هو صانع مجد اللغة العربية وحاميها من محاولات الاستعمار لهدمها وطمس هويتها، كما فعل بلغات الأقطار الأخرى التي كانت تحت سيطرته، موضحا أن اللغة العربية قد اكتسبت عالميتها ومكاناتها من كونها لغة القرآن الكريم، مشيدا باهتمام الدولة المصرية بمراكز ومجامع اللغة العربية.
من جانبه استعرض إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، مكانة اللغة العربية في العالم الرقمي، مطالبا الشباب بأن يعتزوا بلغتهم ويحافظوا عليها من الضياع في عالم شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي، داعيا أثرياء العرب بالاستثمار في المجالات التي تخدم اللغة العربية في العالم الرقمي، والسعي لوضع نسخ إلكترونية من الكتب والملفات العربية التراثية على شبكة الانترنت.
وفي نهاية الملتقى استفتح أحمد معبد، قراءة كتاب “الأخبار المروية في سبب وضع العربية” للإمام جلال الدين السيوطي، واستكمل القراءة عددا من الباحثين بهيئة كبار العلماء، تذكيرا بميراثنا من العربية، وبيان مكانتها وفضلها الذي وثقه أحد أفذاذ علماء الأزهر في علم اللغة، وفي نهاية تدارس الكتاب، تم منح إجازة في الكتاب للحاضرين على يد أعضاء هيئة كبار العلماء.
يذكر أن ملقى هيئة كبار العلماء العلمي، الذي تشرف عليه وتنظمه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، انطلق في 2018، ويهدف إلى بث كل ما يساعد على بناءُ العقول وغرس القيم، انطلاقًا من قيام الأزهر الشريف بدوره في تقديم الرؤية الصحيحة في كل القضايا التي تهم الإنسانية.