كتب- محمد حسن
تُخيم بعض أفكار الجماعات المتشددة والمتطرفة على عدد من أساتذة جامعة الأزهر، وسبق أن طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرارًا وتكرارًا بضرورة تجديد الخطاب الديني وعدم تبني الفكر المتشدد وتنقية التراث، وحذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أساتذة الأزهر من خطورة تبني الأفكار المتطرفة، وأكد عليهم بأن يحملون مشاعل الوسطية فهم لا ينتهجون نهج المدارس السلفية المتشددة ولا ينتمون إلى الجماعات الإرهابية.
وتعمل مؤسسات الدولة في إطار توجيهات القيادة السياسية على تبني خطاب ديني معتدل لا يحض على الكراهية ولا العداء وبعيد كل البعد عن الأفكار المتطرفة الهدامة، وفي هذا الإطار كان الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، قال في تصريحات سابقة أن كل من يثبت انتماءه إلى الكيانات الإرهابية سيتم عزله، وذلك في إطار تطهير مؤسسات الدولة من حاملي ومعتنقي الأفكار المتطرفة والإرهابية.
وفي إطار الدور المجتمعي والتوعوي الذي يقوم به “السياسي” ومساهمة منه في التصدي لأصحاب الفكر المتطرف نلقي الضوء على أستاذ جامعي بقسم العقيدة في أصول الدين والدعوة بالزقازيق يدعى “عبدالغني الغريب طه” وشهرته رمضان الغريب، والذي سبق له مهاجمة الجيش والشرطة على خلفية فض اعتصام الجماعة الإرهابية في ميدان رابعة العدوية، وتم توثيق ذلك إعلاميًا عبر أكثر من منصة داخل مسجد الناغي بالمنصورة.
ناقوس الخطر
رصد السياسي تحركات جديدة لـ “الغريب” والذي عاد ليتصدر المشهد بتقديم أبحاث ومؤلفات عن السلفية والجماعة المحظورة، من خلال بحث تقدم به في مؤتمر كلية أصول الدين طنطا، حيث أن البحث الموسوم بالسلفية قديمًا وحديثًا، والمكون من ٢٦ صفحة، يمتدح الفكر المتشدد والمتطرف ويثني على ابن تيمية وابن عبدالوهاب والجامية وغيرهم، ممن لهم باعا كبير في تقديم فكرا دينيا مليء بالأفكار الغريبة والشاذة والمتطرفة والتي تُعد أحد أسباب انتشار الحقد والكراهية في المجتمع الإسلامي، كما أن البحث أخرج الأشاعرة إجمالًا -وهم المنهج الذي عليه الأزهر- والماتريدية من أهل السنة والجماعة ومن السلفية.
هذا البحث الذي تم استبعاده وفق مصادر مطلعة لـ”السياسي” في اللحظات الأخيرة، حيث انتبه الدكتور رضا الدقيقي القائم على المؤتمر، إلى المحاولة الخبيثة التي قام بها الدكتور الغريب، والذي بدوره أخبر الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس الجامعة للوجه البحري بما تم رصده في البحث.
وهو ما دفع “الأمير” الذي تربطه صداقة قوية بصاحب البحث الدكتور عبدالغني الغريب، فقابله في مؤتمر كلية دراسات دسوق بكفر الشيخ وقال له: يا دكتور البحث فيه مشاكل ويوديك في داهية، ما دفع الأخير للتظاهر بالإعياء وأنه سيقع على الأرض وانتهت القصة.
مراجع أبحاث مسمومة فكرياً
وتساءلت المصادر: لماذا لم يتخذ الأمير إجراءً صارماً ضد صاحب البحث؟، ولماذا مازال هذا الشخص على قوة الجامعة ويدرس للطلاب رغم تورطه في كثير من القضايا؟، منها تزوير نتائج الطلاب، وسب الجيش والشرطة كما حدث في ٢٠١٣ ونشرته عدة مواقع.
وبينت مصادر السياسي، أن مراجع أبحاث عبد الغني الغريب وكتبه تشتمل كلها على مراجع الجماعة الإرهابية، مهاجمين ما قدمه من فكر متطرف في البحث المعنون بـ: “السلفية قديما وحديثا”، مشيرين إلى أن كاتب البحث واصف مؤسس الوهابية الشيخ محمد عبد الوهاب أنه قد حارب البدع والخرافات.
وقالت المصادر: لا ندري أي بدع أو خرفات قد حاربها عبد الوهاب وهو الذي خرج على السلطان العثماني وقتها وهدم مقامات الأولياء والصالحين، ونشر فكره المتشدد والذي رفضه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان مؤخرًا بسبب أنه تفرع عنه أفكار متشددة.
وأوضحت المصادر، أن كاتب البحث أثنى على الجماعة المتشددة حتى أنه تحدث في نهاية الصفحتين الـ ١٦/١٧ عن مؤسس الإخوان ووصفه بالشيخ، بل وأنه يندرج في جملة الجماعات السلفية، مناشدين رئاسة الجامعة بسرعة اتخاذ إجراء مناسب لتنقية الأزهر من مثل هذه الأفكار التي لا تستقيم مع منهجه، تطبق صريح القانون الذي صدق عليه رئيس الجمهورية بـ فصل كل من يثبت انتماءه للجماعة المحظورة.
وشددت المصادر على أنه معلوم عنه أنه دائم الحب للإخوان، وأنه يدين بعقيدتهم فيستشهد بمراجعهم، فلماذا لا تتخذ الجامعة إجراء خاصة وأن الرئيس صدق على قانون الفصل بغير الطريق التأديبي لكل من يروج لفكر الإخوان، وقد نجد فكره في مراجع أبحاث الترقي الخاصة به .