كتب- محمد الغريب
أقيمت فعاليات الندوة التثقيفية والتوعوية حول مكافحة الظواهر السلبية بين الشباب بقصر ثقافة طنطا، في إطار التعاون المشترك بين المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالغربية ومنطقة وعظ الغربية ومديرية الثقافة وقصر ثقافة طنطا.
أكد محمد عويس – مدير عام وعظ الغربية، ورئيس لجنة الفتوى، أن الدين الإسلامي ليس دين إرهاب ولا عنف ولا غلو ولا تطرف ولا تكفير ولا تخريب، إنما هو دين رحمة وعدل وتسامح ووسطية واعتدال وأخوة في الدين والإنسانية ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )، مشيرًا إلى أهمية البعد عن الغلو والتشدد والتخفيف عن الناس ومراعاة حال المريض وصاحب الحاجة، مضيفا أن الإسلام كرم المرأة وجعل لها نصيبها من الميراث فلا تحرم منه وأمر بصلة الأرحام، والتعاون على البر والتقوى ونشر فضائل الأخلاق.
كما أكدت الدكتورة بديعة الطملاوي – أستاذ الفقة المقارن والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالإسكندرية، على أن سماحة الإسلام تتجلى في تشريعاته الحكيمة وضبطه لكافة أمور الحياة، ومعاملات البشر واعتنائه بالأسرة؛ لأنها اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وجعل من الزواج رباطا مقدسا وميثاقا غليظا؛ لأن الحياة الزوجية مشاركة بين شريكين لكل منهما حقوق وعليه واجبات.
أشارت إلى دور الأسر في مراقبة تصرفات أبنائهم وعدم الانشغال عنهم بالعمل وغيره؛ حتى يستنى التوجيه السليم ومواجهة الظواهر السلبية بين الشباب، وأخطرها المخدرات وسوء الصحبة المؤدية للانحراف ومخاطر سوء الأخلاق وكوارث وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على أن الدين هو العاصم والحافظ لأفراد الأسرة والمجتمع.
واختتم فضيلة الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل – رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، بأن الإسلام دين الأخلاق والسماحة والحياء، فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” ولو تخلقنا بخلق الحياء ما ارتكبت الجرائم وما نشهده من ظواهر سلبية ناتج عن غياب الحياء وسوء الأخلاق، وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن في أفعاله وتصرفاته ومعاملاته “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”.
وأضاف فضيلته أن التحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام، يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس وإرضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا، مشيرا إلى أن غياب الأخلاق يصنع ما يعانيه المجتمع من جرائم اجتماعية وأسرية وغياب السماحة والود والاحترام بين الزوجين مما يؤثر على دوام المعيشة وتزايد نسب الطلاق، موجها نصيحته لأرباب الأسر أن يراعوا الله عزوجل في أسرهم وأولادهم وعلى كل زوج حسن معاملة زوجته وأن يتق الله فيها.
وأضاف فضيلته، إلى أن الإسلام كرم المرأة، وراعى خصائصها والفرق بينها وبين الرجل، فشرَّع القوانين التي تجعلها مكرمة في موقعها والرجل مكرما في موقعه، وجعل بينهما مودة ورحمة واحتراما متبادلا يؤدي إلى تقاسم المسؤولية بينهما طوال استمرار العلاقة التي تربطهما في نطاق الشرع الحكيم؛ حيث قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا»، ودعا الإسلام الناس إلى اللجوء لحل المشاكل بالحكمة والموعظة الحسنة، والقيام بإصلاح ذات البين.