وكالات: نيويورك
دعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل المشترك وتضافر الجهود لحل الجذور الأساسية لأزمات اللجوء والنزوح العالمية, مشددةً على أن الحل الإنساني لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يحل مكان الحلول السياسية والدبلوماسية.
وقال المندوب الدائم للمملكة في الأمم المتحدة في جنيف الدكتور عبدالعزيز الواصل:” إن الأمن الجماعي والسلام العالمي كلٌ لا يتجزأ، ونحن نعيش في عالم واحد مترابط، تتأثر كل بقعة فيه بما يحصل في أي بقعة أخرى من العالم، وأن مهمتنا وجهودنا الدبلوماسية مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، وتفرض علينا بأن نذهب لحل الجذور الأساسية للأزمات، التي تتسبب في تدفقات اللجوء والنزوح حول العالم، وتتسبب في بؤس الشعوب، وإعاقة التقدم والازدهار العالمي، وإننا لا بد أن نلتزم بالوعود التي قطعناها على أنفسنا بضرورة الالتزام بالمعايير والمبادئ الدولية، خاصة في هذا السياق، القانون الدولي الإنساني، حتى نكون متأكدين أنه لن يتخلف أحد عن الركب”.
وأضاف الواصل، أن المملكة تعي حجم المخاطر التي تهدد العالم جراء العواقب الوخيمة التي تخلفها الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية، التي تتسبب في انتقال الكثير من الناس من مناطق عيشهم بحثاً عن الملاذ الآمن.
وأعرب في هذا السياق عن فخر المملكة بأن تكون إحدى أكبر الدول المانحة في العالم في المجال الإنساني والتنموي، وضمن كبار الدول المانحة لأعمال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وأن هذا الدور والعمل يأتي في إطار استشعار المملكة دورها البناء في دعم الجهود الدولية لتعزيز السلم والأمن وأهمية الجهود الجماعية الدولية، وضرورة تضافرها نحو حل المشكلات والقضايا التي تتسبب في تقويض السلم والاستقرار، وتعيق مشاريع التقدم والازدهار.
ولفت الانتباه إلى أنه بالرغم من المصاعب والتحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم، فإن المملكة استمرت في القيام بمسؤولياتها ودورها الإنساني والتنموي، وتعد المملكة أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستوى الإقليمي، ومن أكبر ثلاث دول مانحة على المستوى العالمي، كما قامت المملكة باستضافة عدد كبير جداً من اللاجئين، ووفرت لهم الرعاية، وأتاحت لهم فرص العلاج والتعليم المجانية.
كما قامت بمساعدة عدد من الدول المستضيفة للاجئين وتقاسمت معهم الأعباء والمسؤوليات، خاصة تلك الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية وبنيوية لا تسمح لها بأن تستقبل موجات تدفق اللاجئين، كما ساهمت المملكة في توفير البنى التحتية والمدارس والمستشفيات والإيواء وبرامج الأمن الغذائي لعدد من مخيمات اللاجئين حول العالم، وذلك للمساهمة في التخفيف من معاناتهم عن طريق توفير أساسيات الحياة الكريمة.
ونوه بالجهود التي تقوم بها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سبيل مساعدة اللاجئين والنازحين حول العالم، للتقليل من المخاطر والمصاعب التي تهددهم، والدفع باتجاه تهيئة البيئة الملائمة لتحسين ظروف معيشتهم، وتوفير المساعدة والحماية لهم، خاصة في ظل الظروف التي يعانيها العالم في هذه المرحلة، مثمناً دورها في تسيير وتسهيل أعمال العودة الطوعية، وتذليل الصعوبات أمامهم، ليعودوا إلى أوطانهم، وعيش حياة كريمة.
وجدد المندوب الدائم للمملكة في جنيف التزام المملكة بمواصلة تعزيز العمل مع المفوضية، وتقديم الدعم والعون اللازم لها، للمساهمة في رفع معاناتهم.