بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
الصحافة مهنة مستباحة
بعد تردد وتوقف طويل ومراجعة مع النفس ، قررت العودة من جديد للكتابة فى السبنسة للتعبير عن الجماهير لإيصال صوتهم للمسؤولين ،والذى هو من صميم عمل الصحافة والإعلام، حيث لا أملك سوى الورقة والقلم وهذا هو سلاحى للدفاع عن الوطن فى وقت عصيب يمر به.
ولا شك أن الصحافة المصرية تمر بفترة عصيبة وتحديدا منذ ما بزيد من نصف عقد من الزمان ، الجميع سواء الدولة أو أرباب المهنة انفسهم أو حتي الجمهور يعرف الأسباب جيدا لهذا الوضع الصعب وكتبت فى مقالات عديدة هنا فى ” السبنسة” عن ذلك بتفاصيل أكثر
“الصحافة مهنة إبداع ورأي لا يجب حكرها على تخصصا بعينه ” كلام حق اريد به باطل للاسف الشديد فأصبحت صاحبة الجلالة مهنة مستباحة من الجميع دون تمييز وخاصة بعد إيام 25 يناير 2011 ،ومع احترامي الشديد وبالغ تقديري لكل المهن والوظائف والأعمال، أصبح السباك والحلاق والمدرس والموظف والعامل حتى العاطل نفسه صحافيين على غير الحقيقة، فى أسوأ استغلال فى عدم جدية الدولة فى محاربة الكيانات الوهمية ومنتحلي الصفة،فصارت صفحات السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي مرتع وماؤى لهؤلاء .
وللأسف الشديد الموقف الآن شديد الخطورة فى الوقت الحالي ليس على الصحافة فحسب بل على الدولة نفسها التى تواجه أعلام معادى قوى حاز على ثقة الناس بعد تراجع تاريخي للصحافة المصرية على غرار ما سمعنا عنه فى فترة الستينات ، لذا لابد من وقفة جادة وحاسمة قبل فوات الأوان .
من وجهة نظرى فترة ضعف الصحافة قد تستمر لفترة أخرى لا يمكن التنبؤ بعدتها، وبالتالي لابد من وضع حد لهذا العبث والفوضى ،وأن يعود للصحافة رونقها وجلالها ، فهى مهنة البحث عن المتاعب ونقل صوت الجماهير للسلطة والرقابة عليها وكشف الحقائق ومحاربة الفساد من أجل المصلحة العليا للوطن ، فلم تكن يوما مهنة للشهرة والتربح ولا لتحسين المستوى الاجتماعي أو للوجاهة الاجتماعية ابدا.
وترك الحبل على النابل فى عصر قوة مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا ، وعدم مواجهة الفوضى والعبث بحسم شديد ، وعدم محاسبة الكيانات الوهمية ومنتحلي صفة الصحفي، أمر فى غاية الخطورة ليس على نقابة الصحفي ولا على صاحبة الجلالة بل على الدول نفسها ،والمجتمع يدفع ثمن هذه الفوضي والعبث ، وصاحب المكسب الحقيقي هو الاعلام المعادى من الخارج سيزداد قوة وكسب ثقة الناس ليدس السم فى العسل لنشر الفتنة وعدم الاستقرار لهذا الوطن .
الكل مسئول ولا استثني أحدا أمام هذه المصيبة الكبري ،الدولة ونقابة الصحفيين وأبناء صاحبة الجلالة أنفسهم، حان الوقت للتكاتف والتعاون والعمل بحسم شديد للقضاء على الكيانات الوهمية وكل ما يدعى أنه صحفيا او اعلاميا دون وجه حق ، حان الوقت للتطهير والضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه انتحال صفة الصحفي ونشر الشائعات التى تهدم استقرار المجتمع وأمنه .
اللهم بلغت فاشهد.. وللحديث بقية
mohamedhanfy23@gmail.com