بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
شيخ الأزهر..لا فض فوك
لقد عبر شيخ الأزهر بكلماته الرنانة عن ما يكن في صدور المصريين والمسلمين من غليان شديد تجاه ما يحاك ضدنا من مؤامرات ودسائس ، آخرها ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إعلان ما يسمي بصفقة القرن الظالمة للشعب الفلسطيني الحر .
كلمات الإمام الأكبر جاءت كالبلسم الذي يداوي الجراح التي تناثرت في الجسد العربي والإسلامي العليل ، نتيجة للفتن والحروب المشتعلة بدعم من دول استعمارية هدفها نشر عدم الاستقرار في المنطقة لتشغيل مصانع السلاح علي حساب أرواح ملايين البشر .
أعتقد أن المؤتمر العالمي للأزهر ، الذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء علي التوالي ، حقق المطلوب في حضور ممثلين ل45 دولة إسلامية من أصل 56 ، في جلسات حوارية ناقشت كل ما يتعلق بقضايا تجديد الخطاب الديني والتراث ، وجاءت المناظرة الفكرية الراقية بين الإمام الأكبر والدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة لتكون خير ختام للمؤتمر .
بالفعل سيدي الإمام الأكبر الدنيا شغلتنا بأحوالها ومشاكلها عن ديننا ، فجاء العقاب سريعا ، بالفعل كما قلت يامولانا لم تعد لنا شخصية يتم التحكم في شأننا دون الرجوع إلينا ..للأسف الشديد العالم يتكالب علينا ، بعد أن أصبحنا لا حول لنا ولا قوة ، فالرئيس الأمريكي يعلن ما سماه صفقة القرن في حضور ممثل للكيان الصهيوني ودون أدني وجود للعرب والمسلمين .
سيدي الإمام الأكبر سنظل علي العهد دائما ولن نخشي في قول الحق لومة لائم ..فالقدس عرببة والكيان الصهيوني إلي زوال مهما طال الوقت ..نعم نحن ضعفاء الآن لا حول لنا ولا قوة ، ولكن حتما يوما ما سنعود لسابق قوتنا لإعادة الحقوق المنهوبة ونشر السلام والود في العالم كما يدعونا ديننا الحنيف .
بالفعل حان الوقت لتوحيد الصفوف والاستيقاظ من الغفلة والنوم ، لمواجهة التحديات الجسام التي تواجه العرب والمسلمين ، فنحن في معركة وجود ودفاع عن الهوية والذات أمام دول استعمارية تبث الفتنة والحرائق بين أبناء الوطن الواحد للتحريض علي الاقتتال والتعارك وإشعال المنطقة لتقسيمها وإغراقها في مشاكل داخلية لكل قطر لإبعادها عن المؤامرات التي تحاك ضد العرب والمسلمين .
لقد قدم المؤتمر العالمي للأزهر لتجديد الفكر الإسلامي مثالا يحتذي به ، وساهمت جلساته في خلق نقاش فكري وثقافي في وقت صعب يمر يه العرب والمسلمين ،،وقدم نموذج يحتذي به في حرية الرأي والفكر ، والذي ظهر جليا في المناقشة بين الإمام الأكبر ورئيس جامعة القاهرة ، الذين قدما وجبة دسمة وغنية بثقافة الاختلاف واحترام الرأي والرأي الأخر والحوار بالحجة والمنطق ومواجهة الفكر بالفكر .
بالطبع قدم شيخ الأزهر درس عملي وجاد في قضية تجديده للخطاب الديني ، في رده علي كلمة رئيس جامعة القاهرة، في اليوم الثاني لمؤتمر الأزهر العالمي ، وأتمني من الوعاظ والدعاة الاقتداء بهذا النموذج في مواجهة الأراء المختلفة .
لاشك كنت فخورا مثل الغالبية غيري من العرب والمسلمين بفضيلة الإمام والأكبر شيخ الأزهر وإمام المسلمين وكل كلمة قالها الشيح الطيب تمثلني تماما وتعبر عني تماما في كل القضايا التي يشهدها العالم العربي والإسلامي ، فلاخوف علي الأزهر طالما مولانا الطيب شيخه ..عاش الأزهر قلعة حصينة للدفاع عن الإسلام ضد المتآمرين والمتاجرين .
كل الشكر والتقدير لكتيبة المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر علي الجهود الكبيرة في إمداد رجال الإعلام بالمعلومات اللازمة عن المؤتمر العالمي ، كل الشكر لكل من شارك في الإعداد لهذا المؤتمر الهام ، الذي قدم اسهامات كبيرة في مجال تجديد الخطاب الديني سيتم اليناء عليه في المؤتمرات الأخري
حفظ الله مصر من كل سوء
mohamedhanfy23@gmail.com