” صاحبة الجلالة فى العرس الديمقراطي”
بقلم : محمد حنفي الطهطاوي
نقابة الصحفيين المصريين كعادتها كل عامين على موعد مع عرس ديمقراطي يختار أعضائها بإرادة حرة من يرون الاصلح لإدارة شؤونهم وتولى أمرهم، فى ظل ظروف شديدة الصعوبة تمر بها صاحبة الجلالة تشكل منعطف خطير فى مستقبلها.
فى الحقيقة لا اخفي سرا عندما أقول أن النقيب الحالي والمرشح على المنصب ذاته الاستاذ خالد البلشي قدم أداء مثاليا ونجح نجاحا منقطع النظير فى عامه الأول بعد فوزه فى الانتخابات الماضية ،وبالفعل استحق ثقة الجمعية العمومية ولاقى احترام المعارضين قبل المؤيدين .
ولكن وللأسف الشديد انحرف مساره فى العام الثاني وقدم أداء مخيبا للآمال والطموحات ،لينطبق عليه المثل الشهير ” الحلو مايكملش ” ..حيث سعى لتدمير كيان نقابي عريق منذ سنوات بفتح الباب على مصرعيه أمام مواقع الاكترونية ذات أجندة سياسية معينة وأخرى مملوكة لرجال أعمال للانتساب لهذه للكيان العتيق فى ضرب لكل الاعراف والقوانين تحت وهم الحريات والحقوق ،ودق مسمار سقوطه فى الانتخابات .
ولولا يقظة الجمعية العمومية بكافة اطيافها حتى المنتمين لتياره اليساري ،لما تراجع عن مسعاه المدمر، وخفظا بماء وجهه تراجع تحت ضغط أعضاء الجمعية العمومية ،لكنه فى الوقت نفسه لا يعترف بخطأه حتى ولو كان حسن النية ،فالكيانات العتيقة لا تحمى بحسن النية فى هذا الواقع الملئ بالتحديات والصعوبات .
ليس هذا فحسب ولكنه فشل فى إدارة النقابة داخليا وظهر للنقابة أكثر من نقيب ،يتصرفون وكأنهم فوق الجمعية العمومية، فى أمور لا داعى لذكرها حاليا بسبب الانتخابات ، الأمر الذى أضاع للأسف عام مثاليا لم يقدمه نقيب سابق منذ زمن بعيد، بالفعل شعر فيه أبناء صحابة الجلالة أن نقاباتهم ردت إليهم ،ولكنهم للأسف استيقظوا على كابوس كاد أن يسقط النقابة فى المجهول .
أما المرشح الآخر والنقيب الأسبق الاستاذ عبد المحسن سلامة، فتولي منصب النقيب مع معركة طاحنة أمام منافسه النقيب الأسبق يحي قلاش ، لم يحقق فى هذه الدورة كثيرا من الوعود التى وعد بها،ولم ينفذ منها سوى القليل ، بل والاسوأ انشغل بمنصبه الجديد وقتها رئاسة مجلس إدارة الأهرام على حساب النقابة العريقة التى لولاها لما وصل لمنصبه المرموق.
ولكن لا يجب أن نتذكر أنه نجح فى المرور بالنقابة إلى بر الآمان ،فى وقت عصيب كادت تنجرف فيه للنقابة نحو المجهول ،بعد أن سيطرت عليها الاجندات السياسية والمصالح الشخصية ،بعد فقدان السيطرة على الإدارة والصدام مع الدولة ، فجاء سلامة وانقذ الموقف وفتح صفحة جديدة .
وما اشبه اليوم بالبارحة فهى ذات الوعود تتكرر وخاصة الزيادة غير المسبوقة فى بدل التدريب والتكنولوجيا، بالإضافة إلى حزم اقتصادية وخدمات وغيرها، ليضع نفسه مرة أخري فى ميزان الرقابة ويطرح التساؤلات هل يلتزم سلامة بوعوده أم سير على غرار ما حدث فى دورته السابقة؟
اكتب هذا كشاهد عيان ،فلست عضو سواء فى حملة البلشي أو سلامة مع حفظ الألقاب ، ونحن على بعد أيام من انتخابات شرسة وصراع قوى للوصول لكرسي النقيب وستة أعضاء آخرين فى التجديد النصفي .
هناك من تجاوز حدود الأدب والنقد ،من حملات المرشحين سواء على منصب النقيب أو اعضاء المجلس ، ولكنهم قلة مندسة لها اجندات خاصة ،لا تعبر عن أعضاء الجمعية العمومية التى علمتنا أن الاختلاف فى الآراء لا يفسد فى الود قضية.
من حقك أن تنتقد ما تشاء ولكن بأدب واحترام للآخرين دون الدخول فى الذمم والأعراض والسباب والشتائم، ودائما ما يقدم أبناء صاحبة الجلالة المثل والقدوة والنموذج فى الديمقراطية ،فى انتخابات تنافسية ،كل المرشحين يطرح رؤيته ويقدم خدماته ،والجمعية العمومية تنتخب من تشاء بإرادة حرة .
ومن هنا اتمنى التوفيق لكل المرشحين سواء على مقعد النقيب أو اعضاء المجلس الستة ،والجمعية العمومية صاحبة الحق فى الاختيار وتتحمل مسؤولية اختياراتها، فالأيام كاشفة ،ولكن بعد انتهاء العرس الديمقراطي يختفي الخلاف ويعود الوفاق ببن الأعضاء متحدين خلف المجلس المنتخب للدفاع عن مصالح صاحبة الجلالة.