btr

البيان الختامي للدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي الصيني

كتب: محمد حنفي الطهطاوي 

عقدت الدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر 2018، تحت شعار “حزام واحد طريق واحد: فرص استثمارية واعدة”.

وأشاد الجانبان بما تضمنته كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني في يوليو عام 2018 ببكين والمبادرة التي طرحها حول ضرورة دفع تعزيز التعاون في مجال الغاز والطاقة منخفضة الكربون.

وعقد المؤتمر برئاسة مشتركة، من الجانبين حيث ترأس الجانب العربي محمد موسى عمران وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بجمهورية مصر العربية، ومن الجانب الصيني ليو باوهوا المدير العام المساعد للهيئة الوطنية للطاقة بجمهورية الصين الشعبية. 

شارك في المؤتمر ممثلو المؤسسات الحكومية ذات الصلة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والمراكز المعنية، والمعاهد الأكاديمية، ومعاهد البحوث، والشركات العاملة في مجال الطاقة من الجانبين إلى جانب مجموعة من المستثمرين العرب والصينيين.

وافتتح المؤتمر أسامة عسران نائب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بجمهورية مصر العربية وناقش المشاركون الفرص والتحديات الاستثمارية في مجال الطاقة التي تواجه كلاً من الصين والدول العربية، وفرص التعاون في هذا القطاع الحيويالحيوي.

كما تبادل الطرفان خلال المؤتمر وجهات النظر حول سبل التعاون الثنائي في مجالات الكهرباء، والنفط والغاز الطبيعي، والطاقة المستدامة وفرص الاستثمارات في مجال الطاقة، إلى جانب الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، كما دار نقاش بنّاء حول إمكانية ابتكار آليات صينية عربية للتمويل والاستثمار، والتوسع في مجالات جديدة للتعاون، ومنها مجال التكنولوجيا المتقدمة.

وبناء على النتائج التي تحققت في هذا المؤتمر، والمناقشات التي دارت بين المشاركين، فقد توصل الجانبان  فيما يتعلق تعاون في مجال النفط والغاز الطبيعيأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال النفط ومشتقاته خاصة وأن هناك فرصاً كثيرة للتعاون في هذا المجال بفضل ما تتمتع به الدول العربية من احتياطيات مؤكدة من النفط تشكل نحو نصف الاحتياطي العالمي، وما تتمتع به الصين من تقنيات حديثة في التنقيب والاستكشافات والنقل والتكرير والتصنيع وصناعة معدات النفط وغيرها من المميزات الأخرى.

وكذلك ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون فيما يتعلق بالإمدادات النفطية والغاز الطبيعي بما يحقق النفع لكلا الجانبين، فالصين تشكّل سوقاً واعدة لصادرات النفط الموثوقة والغاز الطبيعي المسال، وهو ما يفتح آفاقا جديدة للطلب على الغاز المسال من الدول العربية من منطلق تحقيق أمن الإمدادات بالنسبة للصين، وأمن الطلب بالنسبة للدول العربية. كما أكدّ الطرفان على أهمية التنسيق ودعم كل طرف للآخر في المحافل الدولية ومع المنظمات ذات الصلة في مجالات الطاقة بما يعزز المصالح المشتركة للطرفين ولا يؤثر على مصالحهما الوطنية.

وغيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة الكهربائية والربط الكهربائيأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة الكهربائية على أساس المنفعة المتبادلة والاستفادة من الخبرات المتراكمة من الجانبين في هذا الصدد، بما في ذلك تطوير شبكات الكهرباء فائقة الجهد، وكذلك توجيه الاستثمارات لتطوير مشروعات الربط الكهربائي، إلى جانب تبادل الخبرات والتدريب بالتنسيق مع منظمة التنمية والتعاون لربط الطاقة العالمي (GEIDCO)، والعمل على تنظيم الزيارات والدورات التدريبية للهيئات والشركات العاملة في قطاع الكهرباء ومعاهد البحوث من الجانبين.

وفيما يتعلق بمجال التعاون في مجال الطاقة المستدامة ، اتفق الجانبان على أهمية تنويع مصادر الطاقة، والعمل على الاستفادة من الموارد الطبيعية المتنوعة في الصين والدول العربية، وتعزيز دور الطاقة المستدامة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية،

وأكد الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق في سبل الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتطبيقات الخلايا الضوئية والطاقة الشمسية الحرارية في الدول العربية، وتشجيع المشاريع المشتركة لتعزيز التوجه نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز التعاون في مجال البحوث والتخطيط لتنفيذ المشاريع الكبرى في مجال الطاقة المتجددة، وتنفيذ مشاريع ريادية تتمتع بالجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية وفقاً لظروف كل جانب وموارده؛ إلى جانب تقديم الدعم اللازم لمركز التدريب العربي الصيني في مجال الطاقة النظيفة لتمكينه من خدمة الطرفين في هذا المجال. وفي هذا الصدد، يقدر الجانبان المساهمات التي يقدمها المعهد الصيني لهندسة الطاقة المتجددة ويتطلعان لتنظيم الدورة التدريبية الأولى التي ستقام في الصين عام 2019.

 كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال كفاءة الطاقة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا المجال، وتعزيز أمن الطاقة والتخفيف من الآثار البيئية الناجمة عن استهلاك الطاقة.

 وفيما يتعلق بالتعاون  في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النوويةثمّن الجانبان المستوى الذي وصل إليه التعاون بين الهيئة العربية للطاقة الذرية وكل من السلطة الصينية للطاقة الذرية CAE والشركة الصينية للطاقة النووية CNNC ودعيا إلى تفعيل مذكرة التفاهم بين الهيئة العربية للطاقة الذرية والسلطة الصينية للطاقة الذرية التي تم بمقتضاها الاتفاق على البناء المشترك لمركز تدريب عربي معني باستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية على أساس الصداقة، والمساواة والمنفعة المتبادلة.

كما اتفق الجانبان على أهمية تطوير التواصل وتبادل الخبرات في مجال الطاقة الذرية إلى جانب الاستفادة من المنح الدراسية المقدمة من الحكومة الصينية للجانب العربي في هذا المجال والتنسيق في ذلك مع الهيئة العربية للطاقة الذرية.

 وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الاستثمارأكد الجانبان الالتزام بتوفير بيئة استثمارية مواتية والعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجه المستثمرين في مجال الطاقة لتسهيل عملية الاستثمار وتحسين البنية الاستثمارية اللازمة بين الجانبين بما يؤدي إلى خلق مناخ يواكب التطورات العالمية في هذا الشأن، بما في ذلك قطاع الصناعات اللاحقة كصناعة التكرير والبتروكيماويات.

 

وفي ختام المؤتمر اتفق الجانبان على عقد المؤتمر القادم في عام 2020 في جمهورية الصين الشعبية، على أن يتم تحديد المكان والتاريخ لاحقا.

 وعبّر المشاركون في المؤتمر عن شكرهم وتقديرهم للجهات المختصة في جمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية على كرم الضيافة وحسن التنظيم، كما أكد الجانبان عزمهما على مواصلة الجهود لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بما يعود بالفائدة على الجانبين.