كتب – ليلى حسن
نشرت وزارت البيئة تقريراً مفصلاً عن متابعة لملابسات إصابة إحدى السائحات بواسطة سمكة قرش بمرسى علم بمحافظة البحر الأحمر الماضى، وتتضمن التقرير الخطوات التي تم اتخاذها للوقوف على حقيقة الأمر باستخدام الأساليب العلمية المتعارف عليها في هذا الشأن.
فور تلقى البلاغ والاطمئنان على الحالة الصحية للفتاة بدأت اللجنة العلمية التى شكّلها وزير البيئة من خبراء الجامعات وقطاع حماية الطبيعة ومحميات البحر الأحمر بالوزارة لدراسة والوقوف على كافة ملابسات حادث هجوم سمكة القرش على السائحة أعمالها صباح اليوم التالى للحادث حيث شملت عدداً من المهام، تجميع البيانات من الغواصين العاملين بالمنطقة والفيديوهات والصور التي تم التقاطها خلال الفترات السابقة، سماع أقوال الشهود ممَن تصادف وجودهم بالموقع وقت الحادث، وكذلك تحليل كافة البيانات والفيديوهات والصور الملتقطة قبل وبعد الحادث، والقيام بأنشطة الرصد على طول الساحل من خلال الغوص والغطس السطحي (السنوركل) واستخدام أجهزة التصوير تحت الماء.
وأكدت الوزارة إن السمكة التي قامت بالهجوم هي أنثى قرش من النوع المحيطي ذي الزعنفة البيضاء وطولها يتراوح بين 1.8 إلى 2 متر، وطبقاً لمقارنة كافة الصور والفيديوهات التي التُقطت لها – تتواجد وتتحرك في مسافة لا تزيد عن 10 كيلومترات بين ساحل مرسى شوني ومنطقة مرسى غالب منذ الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي، وأظهرت الصور أنها سمكة وحيدة متكررة الظهور، وقد تأكّد هذا من العلامات المميزة لها على الزعنفة الظهرية أظهرت السمكة خلال فترة الرصد سلوكاً غير طبيعي تمثل في اقترابها المتكرر بطريقة شكّلت خطورة على ممارسي الرياضات والأنشطة البحرية بالمنطقة .
ورأت اللجنة العلمية – طبقاً للقواعد والأعراف العلمية – ضرورة دراسة سلوك السمكة وما حدث بها من تغيّرات أوصلتها لمثل ذلك السلوك، وهو ما استلزم ضرورة دراسة السمكة معملياً عن قرب لإجراء تلك الدراسات والخروج بتفسيرات علمية، وبالفعل تم قنص السمكة بواسطة الفريق العلمي المتخصص لمحميات البحر الأحمر وفقاَ للإجراءات العالمية المتبعة في التعامل مع أسماك القرش وذلك لفحصها على الطبيعة وأخذ العينات اللازمة لمعرفة أسباب سلوكها الغير مألوف ويتوجه السيد وزير البيئة بخالص الشكر والتقدير إلى كلاً من قواتنا البحرية الباسلة ووزارة السياحة ومحافظة البحر الأحمر وجمعيات ومراكز الغطس بالمنطقة على التعاون والدعم الكامل الذي تم تقديمهما خلال إدارة الحدث.
ويعكف حالياً مجموعة المختصين بوزارة البيئة على تشريح ودراسة السمكة، وبمجرد الانتهاء سيتم إعلان النتائج وتعميمها للاستفادة منها مستقبلاً في التعامل مع هذه الحالات، و جاري إحاطة نيابة مرسى علم بتطورات الموقف.
وأكدت الوزارة أنها اتخذت جميع الإجراءات العلمية طبقاً للقواعد المتعارف عليها عالمياً في مثل هذه الحالات لتحقيق أقصى درجات السلامة لممارسي الأنشطة البحرية من جانب، والحفاظ على الموائل الطبيعية والحياة البيولوجية من جانب آخر، كما تود وزارة البيئة إعلان أن الحظر الذي كانت الوزارة قد فرضته على الغطس السطحي في منطقة الحادث ضماناً لسلامة المواطنين قد تم رفعه، وتراجعت الحالة إلى مستوياتها العادية التي كانت سائدة قبل الحصول على السمكة المهاجمة، وستستمر الوزارة في أعمال الرصد والمسوحات مع عودة الأنشطة الشاطئية والبحرية وذلك تحت المراقبة وفي إطار مظلة الاشتراطات البيئية.
وطالبت الوزارة مرتادى الشواطئ والمصطافين ومسئولى إدارات الشواطئ والقرى السياحية، وضرورة الإلتزام بتعليمات وإرشادات السلامة التى أصدرتها الوزارة من قبل حرصاً على السلامة الشخصية ودعماً للموسم السياحى