كتب – ليلى حسن
تشهد الأراضى الفلسطينية المغتصبة من قبل الاحتلال الإسرائيلى، تجاوزات لا أخلاقية بحق الشعب الفلسطينى المرابط على أرضه، وتنقل لنا عدسات الكاميرات والتلفاز صورا وأحداثا يومية تظهر مدى وقاحة وعنصرية الكيان المحتل وجنوده الذين سعوا فى الأرض الفساد، فقتلوا أبنائنا وقطعوا أشجار الزيتون، وهدموا البيوت على رؤوس أصحابها، وزجوا بالشباب فى غياهب السجون.
قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والقاضى بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة، أشعل العالمين الإسلامى والعربى من شرقه إلى غربه، واشتاط الفلسطينيون غضبا نصرة لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجوا إلى الشوارع منددين بالموقف الأمريكى، رافضين تنفيذه، فكانت قوات الاحتلال لهم بالمرصاد، فوجهت أسلحتها إلى قلوب المتظاهرين فأسقطت الشهداء والمصابين من أجل ترويعهم، ولكن “هيهات هيهات”، فلم يزد الموقف المتعجرف، الفلسطينيين إلا صمودا ووفاءً لأولى القبلتين وثالث الحرمين.
قد تستطيع أن تبث الرعب فى قلوب أعدائك دون سلاح وقنابل وما إلى ذلك، فقط أن تكون فلسطينيا فهذا كفيل بأن يلتف حولك أكثر من 20 جنديا من قوات الاحتلال الإسرائيلى مدججين بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، فقط من أجل إلقاء القبض عليك، الصورة التى التقطتها كاميرات الصحفيين خلال الأيام القليلة الماضية، والتى تظهر فيها استنفار كتيبة إسرائيلية كاملة من أجل إلقاء القبض على طفل فلسطينى لم يتجاوز الـ 18 من عمره، هذا الشاب لم يحمل بندقية ولا قنبلة فى يده، أو حزاما ناسفا حول جسده، ولكنه فقط خرج إلى الشارع ليقول للولايات المتحدة الأمريكية بأن “القدس” لا يمكن التفاوض عليها، فكيف بالذى وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
قوت الاحتلال الإسرائيلى تفعل الأفاعيل بحق شعبنا الفلسطينى بعيدا عن أعين الإعلام، ولكن عدسات الكاميرا كانت لهؤلاء القوم بالمرصاد، فقد ألتقط أحد المصورين صورة لجنود الاحتلال أثناء توقيف فتى فلسطينى معاق “مصاب بمتلازمة داون”، فى مشهد لم تر أعيننا مثلا له حول العالم، بل وزاد من وقاحة هؤلاء أن قاموا بتفتيش هذا الفتى بشكل غير لائق، ولم تراعى أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، لنتساءل: أين دعاة حقوق الإنسان لما يحدث للأطفال فى أرض فلسطين المغتصبة؟