كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف،إن علاقة التعارف والتعايش بين الشعوب هي أصل من أصول الإسلام، وضرورة مجتمعية كونية، مشددا على أن التواصل الحضاري البناء ينبغي أن يتجاوز الشعارات البراقة إلى الحقائق الواقعية، وأن يترجم بين الأوطان بـ«تبادل الخبرات والخيرات».
وأكد وكيل الأزهر خلال كلمته في المؤتمر العالمي من أجل السلام، والذي تنظمه جمعية سانت إيجيدو الإيطالية تحت شعار “الناس أشقاء” أن الأزهر يرفض نظرية صراع الحضارات، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، كما يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات.
وأوضح الضويني أن الأزهر الشريف قد حقق نجاحات كبيرة داخل مصر وخارجها، من خلال إقامة حوارات دينية حضارية حقيقية، كانت لها نتائج ملموسة على أرض الواقع، كما كان له دور متميز في مواجهة جائحة كورونا من خلال التوعية بمخاطرها، وتأكيد ضرورة مواجهتها بأساليب علمية متنوعة، في مقدمتها التعاون بين الناس، وإتاحة المعلومات والبيانات، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
وكشف وكيل الأزهر عن أن جائحة كورونا فرضت علينا أن نطوع حياتنا وأفكارنا بما يلائم المستجدات، وأن العالم الآن يحتاج إلى مد جسور التعاون والتلاقي بين الشعوب، موضحا أن هذا لن يتحقق إلا إذا اتفق الناس على مبادئ عظمى تضمن العمل المشترك للتصدي للتداعيات والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وبخاصة مشاركة التجارب الناجحة بين الدول، مجددا الدعوة لقادة العالم وللحكماء في كل مكان أن يعيدوا اكتشاف القيم التي تقرب بين الشعوب، وأن يعملوا على تحويلها إلى واقع ملموس من خلال ممارسات تحمل للعالم السلام، والعدل، والخير.
كما دعا الضويني في كلمته إلى تعميق فكرة التشارك الكوني لدى جميع الشعوب والحكومات والمنظمات، من خلال برامج علمية وتوعوية مختلفة تتكاتف فيها جهود مؤسسات المجتمع، بدءا بالأسرة ومرورا بالمؤسسات التعليمية والمجتمعية، بالإضافة إلى ضرورة تبادل الخبرات والمعلومات بشأن الأوبئة والكوارث بين الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية بسرعة وبدقة، بعيدا عن الجوانب الإجرائية والشكلية، وذلك للانتفاع بها واستخدامها في مواجهة أي خطر يهدد الكرة الأرضية.