كتب – محمد حسن
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العالم العربى يمر بمرحلة كارثية من تاريخه فالعديد من دوله على وشك الانهيار خاصة التى تعانى من الصراعات العنيفة (سوريا واليمن والعراق وليبيا)، ويواجه البعض الآخر دفعة قوية بين الأشقاء (الرباعى العربى ضد قطر)؛ كما أنه تحت مظلة الجغرافيا السياسية، فقد أصبح لدى عشرات الملايين من الشباب حالة من الإحباط بسبب نقص فرص العمل والفساد والسلطوية.
وأوضح أبو الغيط، فى مقابلة أجرتها معه صحيفة “الباييس” الإسبانية أثناء وجوده فى إسبانيا، أن الإسرائيليين فرضوا على العرب هزيمة لا تزال عواقبها الاستراتيجية مستمرة، فى إشارة إلى حرب الأيام الستة فى 1967.
وأكد أن “الوضع سئ للغاية، وعلينا أن نثابر، فهناك العديد من الجهود وبعض النتائج، ومن المهم أن نضمن فى النهاية أن تظل الأمم القومية على قيد الحياة، فلفترة طويلة كنا محبطين من اتفاقية سايكس بيكو 1916، فالأمم فى العراق وسوريا والأردن ولبنان كانت موحدة، لكن هذه الدول القومية اليوم مهددة بشكل كبير، وكثير من الناس لا يفهمون أن فشلهم سيكون كارثيا، وهذا لا يعنى إصلاح المنطقة العربية، بل إصابتها”.
وأشار الدبلوماسى المخضرم، الذى كان وزير الخارجية المصرى فى عهد مبارك، إن هذا الأمر لن يسبب ضررا فى المنطقة فحسب بل سيكون له عواقب وخيمة تتجاوز حدودها.
وتابع أبو الغيط حديثه للصحيفة الإسبانية، قائلا”خطورة الانهيار الحالى الموجود فى العالم مستمد من عدد وفير من الصراعات المتداخلة التى لا تتوقف، والتى منها الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة (الواضحة فى حرب سوريا)، الصراع الداخلى للعالم السنى، وتداخل القوى العظمى (الولايات المتحدة الأمريكية روروسيا) ، والقوى (إيران وتركيا)، بالإضافة إلى العديد من القضايا الآخرى فى المنطقة.
وفى هذا السيناريو المظلم ، يصر أبو الغيط على أهمية الحفاظ على بقاء الدول العربية، قائلا:”لقد قاومت الأنظمة الملكية أفضل من الجمهورية، حيث فتحت الثورات مثل الربيع العربى المجال للعنف، وأنا أسميه الخريف، بل إنه أقرب للشتاء، حيث لم يكن هناك ازدهار للديمقراطية وحقوق الإنسان، بل أيضا عكس الدمار، وإفلاس الدول”.
وأضاف أبو الغيط “الخطأ الذى حدث خلال الربيع العربى ، هو أن المنطقة لم تكن جاهزة، ولقد ساعد الإسلاميون، الذين رغبوا فى السلطة، على نشر الأفكار التى لم تكن قابلة للتنفيذ، فكان هناك الكثير من الغضب الكامن، لكن غضب الناس من قبل المحسوبية، من خلال تقسيم غير متكافئ للثروة، وبطبيعة الحال، من خلال الأبدية فى السلطة من بعض القادة، لكن عليك أن تسأل من وما تحرك فى الاتجاه الخاطئ، وظهرت العديد من الأسلحة، والتى لم يتم إنتاجها فى بنغازى أو حلب، وتم تزويدهم “. بها
وردا على سؤال عن دور قناة الجزيرة، وأسباب الأزمة بين الرباعى العربى والقطريين، قال أبو الغيط: “أعتقد أن الدمار، والعذاب، والملايين الذين قتلوا أو طردوا من ديارهم تبين أن المنطقة لم تكن مستعدة بعد لبعض الأفكار التى كانت تنشرها الجزيرة”.
أما خارطة الطريق التى يراها أبو الغيط لتهدئة المنطقة، تمر عبر الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش، وأكيده أنه “لن يختفى تماما، وسيغمر تحت السطح، لكن من المهم القضاء عليه كقوة منظمة، وقبل كل شئ السعى إلى قناة سياسية للنزاع السورى، وفى العراق، يتم اتخاذ خطوات، والشئ الأساسى هو الحل السياسى فى سوريا”.
وردا على سؤال ما إذا كان بشار الأسد جزءا من الحل السياسى فى سوريا ، قال أبو الغيط:”هذا ما يجب أن يقرره السوريون”، مضيفا “منذ وقت ليس ببعيد، على الرغم من أنها لم توضح بالنسبة للعديد من الدول العربية، كان بقاء الأسد فى السلطة إثما، ولقد تغيرت الأمور بما فيه الكفاية، إلى حد كبير بفضل التدخل الروسى،وهذا مثال آخر على التعقيد التى يوجد فى الأزمات العربية المتعددة