كتب: محمد حنفي الطهطاوي
قال شوقي علام مفتي الجمهورية ، إن الإرهابي ليس من يحمل السلاح فقط ، ولكن من يغذية بالأفكار ويموله ، والإرهاب والتطرف موضوع قديم حديث ، فدوائر التطرف تغذي بعضها بعضا
وتابع مفتي الجمهورية في لقائه الأسبوعي ،في برنامج “حوار المفتي” على قناة أون لايف أن ظاهرة التطرف ، نتجت بسبب الابتعاد عن المنطقة الوسطى ، التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، مؤكدًا على أن الحيد هنا أو هناك عن هذا الأصل القرآني يمثل تطرفًا.
وأوضح مفتي الجمهورية أن كل التكاليف الشرعية ، جاءت في حيز قدرة الإنسان دون إرهاق أو مشقة. فالدين يحب أن يتزوج الإنسان ويصوم ويفطر ويصلي وينام فلا تعب ولا إرهاق لهذا الجسد.
وضرب مفتي الجمهورية مثالاً على ذم التطرف والغلو في الدين بالثلاثة الذين ذهبوا يسألون عن عبادة رسول الله صلى الله عليه ووآله وسلم وعلاقته بالآخر، وقد ظن ثلاثتهم ىأن التقرب إلى الله يكون بالتشديد على أنفسهم ، في كثرة العبادة والصيام وعدم الزواج، مع أن هذا الفعل منافٍ للفطرة التي فطر الله تعالى الناسعليها؛ فأخبرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن الدين يسر وليس بهذا التشدد، وعليه لا بد من وجودامتزاج وتوافق بين احتياجات الإنسان الفطرية والتكاليف الشرعية، فالتشديد له ثمار سيئة وجوانبسلبية.
ولفت مفتي الجمهورية أن التطرف ظهر بصورة فردية ، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول هين لين، ولكن له هيبته، حيث ظهر على يد الرجل، الذي أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: “اعدل يا محمد!” وعلى الرغم من ذلك رفض النبي أن يقتله أحد.
وعن دور الفرد في المجتمع طالب مفتي الجمهورية بأنه يجب عليك أن تكون عضوًا فاعلاً في المجتمع، حتى آخر لحظة في حياتك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”؛ معبرًا عن الأمل والعمل في حياة الإنسان، مع أن ثمرات هذه العمل ستدركه أجيال ،فيما بعد، فأنتفي مقام العمل والعطاء والإتقان، قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.