بقلم: محمود رياض
نظم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” مباراة بين أساطير القارة السمراء، تحت سفح الأهرامات، بمشاركة عدد من النجوم ممن وجهت لهم الدعوة رسميًا، مثل “الكاميروني صامويل إيتو، والإيفواري ديديه دروجبا والثنائي المصري وائل جمعه وأحمد حسام ميدو” ، الحدث فى حد ذاته كان رائعا ، والأروع أن تستضيفه مصر ، وما أضاف له سحر وبريق خاص هو إقامته فى حضن الأهرامات ، ولم يكن “كاف” ولا حتى الإتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا” أن يجدا مكان فى العالم يماثل أهرامات الجيزة.
لكن مع هذا المشهد كانت هناك “قلة قيمة” ، والتى تجلت فى أبشع صورها بتجاهل قيمة كروية بحجم الأسطورة حسام حسن ، خاصة إذا ما أخذنا فى الإعتبار أن الحدث يقام على أرض مصر ، بالطبع لم ولن يقلل هذا من حسام ، لكن التقليل يرتد على مدبرى هذا التجاهل ، وهنا أتوجه بسؤال لمن قاموا بتوجيه الدعوات : هل ممن حضر – على الأقل من مصر – يقارن بحسام حسن؟!.
وإذا ما افترضنا وجود نوع من الخطأ غير المقصود من جانب “كاف” ألم يكن هناك رجل رشيد من مسؤولينا للقيام بسرعة تدارك الخطأ !!! .
أعتقد أنه مع ما شاهدناه من قيام المهندس هانى أبوريدة بخطف “اللقطة” من الجميع عندما سارع للحصول على جائزة أفضل اتحاد كروى فى القارة السمراء تاركا “التصفيق” للأستاذ عمرو الجناينى رئيس اتحاد الكرة لهو أكبر دليل ليس على إستمرار رجل الفيفا فى إدارة الشأن الكروى بالمحروسة فقط ، بل وعدم ترك الفرصة للرجل بإتقان دوره فى تلك المسرحيه الهذلية ، ودليل أيضا على أن الإختيارات تمت وفق رؤية الحاكم الفعلى للمنظومة الكروية ، لاسيما إذا عدنا بالذاكرة للطريقة التى تم إختيار القيادة الفنية للمنتخب الأول ، والتى كان حسام حسن المرشح الأول لها ، ولن أبالغ إذا ما أكدت أنه كان الأجدر ، ولكن الحاكم كان له القول الفصل فى النهاية ، مثلما كان له الأمر فى تنصيب شوقى غريب على عرش المنتخب الأوليمبى ، فى مشهد مأساوى وضح لنا طريقة الإدارة ، و كيفية تدوير الكراسي فى هذا النظام ، فشوقى غريب الذى فشل مع المنتخب الأول سابقا يحصل على الفرص المتتالية ليعود للمنتخب الأوليمبى حاليا ، والبدرى الذى فشل مع الأوليمبى سابقا يتم تصعيده للمنتخب الأول حاليا ، ولا أحد يجرؤ على طرح الأسئلة ، فإذا ما أراد صاحب “العزبة” شيئا على الجميع أن يلتزم الصمت ، بل ويدعوا جهارا له ولرجاله على المنابر الإعلامية وإلا يكون خائنا ، أما المتضرر فعليه أن “يخبط رأسه فى الحيط”.
حسام حسن قد تختلف مع بعض أفعاله ، وقد تراه عصبيا ، قل ما شئت فى حدود النقد المباح ، لكن لا تختلف على ما قدمه ، لا يستحق تجاهله فى هذا الحدث أو غيره ، لايتم تجاهله فى حفل قرعة أمم أفريقيا أو خلال افتتاح البطولة التى أقيمت في مصر ، رغم توجيه الدعوة لمن هم أقل منه “كرويا” ، أقول هذا لأن قيمة حسام حسن نراها فى تتويج المنتخب ببطولة أمم أفريقيا مع أعوام 1986، 1998 و2006، وكان قائد الفراعنة في البطولتين الأخيرتين ، ونراها فى قيادة المنتخب للتأهل لمونديال 1990 بإيطاليا، ونراها فى العديد من الألقاب المحلية والأفريقية مع الأندية التي لعب لها ، وإذا كان بمقدور أحد أن يمحو تاريخ حسام حسن فعليه أن يمحو تاريخنا الكروى إن كان يستطيع.