محمد حنفي الطهطاوي كاتب صحافي مصري

” السبنسة”

 

عندما تتحدث مصر الكل يصمت 

بقلم : محمد حنفي الطهطاوي

جولة خليجية ناجحة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وشملت قطر والكويت، برهنت على مكانة أم الدنيا القوية فى العالم العربي ،وبثت رسائل مهمة فى وقت عصيب تمر به الأمة العربية فى مرحلة تاريخية فارقة ومؤثرة فى المنطقة.

منذ اقل من شهر ذكرت تقارير غربية ما يمسي بوثائق ” قطر جيت ” حيث زعمت تقديم الدوحة لرشاوى مالية بمسؤولين إسرائيليين للهجوم على مصر وانتفادها وتقزيم دورها فى الوساطة ،والإشادة بالدور القطري وقوة تأثيره، الأمر الذى أشغل الغضب فى مصر على المستويات غير الرسمية.

وجاء الرد القطري الرسمي سريعا دون تأخير حتى لا يسمح باثارة الفتنة والوقيعة مع الشقيقة الكبري مصر ونفى صحة التقارير الغربية المزعومة، وأكد احترامه وتقدير للدور المصري وجهوده فى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم الأشقاء الفلسطينيين فى حقهم فى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس .

الجميع انتظر الرد المصري الرسمي ، والذى جاء مزلزلا وصاعقا، وهو اختيار الرئيس المصري الدوحة لتكون أول دولة يزورها فى الجولة الخليجية التى قام بها، ليعطي رسالة واضحة لا لبس فيها أن مصر وقطر على قلب رجل واحد لدعم الشعب الفلسطيني البطل صاحب الأرض والحق والتاريخ ضد جرائم الابادة الجماعية الصهيونية .

نزلت الزيارة كالصاعقة على رؤوس صانعي الفتنة ومشعلي التفرقة والتشرذم، حيث خابت كل التوقعات وانكشفت الأكاذيب وانفضح مروجى الفتنة وخيب ظنهم ،وخاب مخطط أعداء الأمة فى نشر الفتنة والفرفة للاستقواء على الشعب الفلسطيني والاستمرار فى جرائم الابادة الجماعية والفصل العنصري تحت غطاء الدعم الأمريكي المطلق للصهاينة.

بالفعل عندما تتحدث مصر الكل يصمت ويقف ليتعلم ،فصناعة التاريخ ليس بالأمر الهين ولا الكلام المرسل ، ولقب الشقيقة الكبري للعرب وأم الدنيا ليس من فراغ وحقيقة واضحة للجميع ، ولا ينكرها سوى مريض نفسي أو جاهل ،لذا يريد الاعداء طمس هويتها والوقيعة بينها وبين أشقائها الآخرين فى كل قت وحين 

تبرهن القاهرة دائما أن تقود لا تقاد ، وهى مصدر الأمن والطمأنينة والقوة والغزة والكرامة للأمة العربية ودائما حائط صد ضد المؤامرات الخارجية للنيل من الوطن العربي ونشر الفتنة والأقسام بين دوله ،وشعوبه للعمل على إصعاف الأمة للانقضاض عليها 

ومن مقامى هذا ادعو كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج إلى التوحد خلف القيادة المصرية القطرية والضغط على القوى الغربية بزعامة امريكا ،لتنفيذ الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين ووقف الحرب الصهيونية على غزة وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية فورا الأهالي،بعد أن باتت المجاعة وشيكة .

ومصر ضحت وتضحي وتضحي من أجل قضية العرب والمسلمين الأولي والتى تمر بمنعطف تاريخي يحتاج لتكاتف الجميع للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة فى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس ، والتاريخ لا يكذب ولا يتجمل ولا يباع ولا يشتري.

وفى الختام سلام

mohamedhanfy23@gmail.com

 

اترك تعليقاً