الإنسان الذي يعصي والذي يسيء والذي يعتدي، والذي يأخذ ما ليس له، والذي يطغى، والذي يبغي، إنسان حتماً ينطلق من عبثية الخلق، هكذا، بلا ضابط، بلا حساب، بلا مسؤولية، بلا جزاء.نرتدى ثوب الإصلاح ونعوم فى الفساد . نتحدث عن الإسلام قولا لا فعلا.
حتى القرأن أخذنا منه ” ان الله غفور رحيم ” وتركنا منه أن ” الله شديد العقاب “
فى الصباح نتمسح بالقرأن وفى المساء نرتكب من المعاصى كل ما طاب أن الحق أحق أن يتبع ,ان تصدر العديد من الفاسدين الكلام عن الوطنيه والأخطار المحدقة بالوطن في كل جلسة أو ندوة هو بحد ذاته يؤشر إلى أن الشخص يريد أن يذر الرماد في العيون لتغطية فساده .
فالإنسان الشريف ليس مضطرا للحديث عن الشرف بمناسبة أو بدونها, لأنه يعرف نفسه ويعرفه الناس , أما الفاسد فهو بحاجه لنفي ما يشعر إنه فيه, فالمتهم هو من يحاول أن يبرئ نفسه .
ومن هذا المنطلق فأن أكثر من يتكلم عن الفساد ,لانه خارج الوظيفة وعن ضرورة مقاومته هم الفاسدون أنفسهم .فتراهم في المجالس أول من يهاجم الفساد,كيف لنا أن نصدق من يزاود ويحاضرنا عن القيم والاخلاق؟ والأخلاق منه براء لأنه تاجر بالقيم , وقفز من سرج إلى سرج ولعب على كل الحبال وباع نفسه بثمن بخس وتخلى عن كل مبدأ شريف للوصول إلى هدفه ، أن من يريد أن يتاجر علينا وطنية زائفة, أو يريد أن يعطي الشعب دروسا عن الوطنية ينبغي أن يكون تاريخه قمة في الإخلاص والوطنية وليس نموذجا للتسلق والانتهازيه. وهذه لا يمكن إخفاوءها عن الناس
إن أي شخص فاسد مخادع يريد أن يبيعنا المبدأ و الشرف بعد أن ارتدى بزة الثعلب, علينا أن ننزع عنه هذه البزة .إنه ما كان يمكن للفاسدين أن يتاجروا علينا وينظروا علينا بالأمانة والشرف , لولا إنهم وجدوا من يستمع ويصفق لهم نفاقا, وهو يعرف فسادهم ,هناك أعداء يغيضهم كل نجاح وقد ملأهم الحسد والحقد وربما الغيرة فيبدأ هؤلاء بمحاربتك والتقليل من نجاحاتك، وما من سبب لذلك إلا لإنجازاتك الواضحة والتي تشرق في كل مكان لتضيء وتكشف عن قدرات عالية وهبك الله بها وأحسنت استغلالها وإظهارها بشكل يثير حفيظة بعض المعادين للتميز.
فنجاحك أمام هؤلاء تتطلب الكثير من الصمود والمثابرة فقد نتعثر في طريقنا ونحاول مرة تلو الأخرى للوقوف من جديد ولإكمال مسيرة يتخللها النجاح ، نتجاوز رسائلهم السلبية وانتقاداتهم المحبطة والتي ليس لها هدف إلا “التشويش” على الشخص المنتج ووضعه بنفسية سيئة انهم حقا بارعون فى فن الإحباط يتفننون بوضع العراقيل في الطريق، ويسببون لأي ناجح إزعاجات مختلفة بنقل إخباره وانتظارهم لأي زلة تبشرهم بإخفاقه، واجد أنهم غالبا يفضلون من يستشيرهم ويأخذ باقتراحاتهم.
وإن أخطأت يُظهرون استهزائهم ولم يعلموا أن ليس هناك نجاح بدون أخطاء وصعوبات، مشيرةً إلى أهمية الحذر من أخذ آرائهم بدون السؤال المسبق لمصداقية مااشاروا به حتى لايندم الشخص فيتحقق مرادهم فهم وللأسف يتجرؤون بكل “قبح” لسحبك لأسفل الطريق إن وجدوا منك تقدما فلا تغرك كلماتهم فهم يخفون في أنفسهم مالا يبدون.حقا أن مَن سار في طريق النجاح، فلا بد وأن يتعثر بالأشواك.
بقلم : الباحثة ميادة عبد العال